«رؤية متجددة» الولاية في اليمن كيف تؤثر على السلطة والزائفة؟

الولاية في الفكر الحوثي تمثل أداة محورية يستخدمها الانقلابيون لتسويق شرعيتهم، مستغلين العاطفة الدينية في المجتمع اليمني، حيث يسوقون رواية مفادها أن حكم الإمام علي بن أبي طالب تعرض للاغتصاب، وهم ورثته الشرعيون لاسترداده، في محاولة لإضفاء شرعية زائفة على انقلاب عام 2014م. تكشف هذه السردية الصبغة الدينية المستترة خلف أجندة سياسية تهدف للسيطرة.

كيف يستخدم الحوثيون مفهوم الولاية لتبرير حكمهم

يرتكز خطاب الحوثيين على مفهوم الولاية الذي يشير إلى وصاية الإمام علي بن أبي طالب وأبنائه على حكم الأمة، وفقاً للتشيع، وهو ما يحاولون تسويقه باعتباره حقاً مغتصباً انتقل إليهم. هذا المفهوم الذي يمتد تاريخياً لأكثر من أربعة عشر قرناً، يستخدمه الحوثيون لتوظيف التاريخ كمبرر لاحتكار السلطة بالرغم من عدم وجود دليل تاريخي يثبت نسبهم للإمام علي. تُستخدم العاطفة الدينية هنا كوسيلة لتجميل واقع سياسي قمعي يرفض التعدد ويقمع المعارضة.

الولي والسياسة: توظيف الدين لاستمرارية الانقلاب

في رواية الحوثيين، يتم تقديم الإمام علي كرم الله وجهه كضحية لظلم تاريخي، ومن ثم يرث هذا الظلم ذريته ليكونوا الحاكمين الشرعيين، ولكن هذا التوصيف يتجاهل الواقع المختلف تماماً. لا توجد وثائق أو دراسات أنساب ثابتة تثبت الأرضية التي يرتكز عليها الحوثيون، وحتى النسب المفترض لا يمكن أن يصبح مبرراً للحكم بالمطلق. هذه السردية تقوم على تكريس الطاعة المطلقة، وإلغاء مفهوم المواطنة والمشاركة السياسية، وتكرس الهيمنة عبر صنع قوالب اجتماعية طبقية تقوم على الانتماء للسلالة.

  • التمسك بخرافة الولاية لتأكيد الشرعية
  • الاستفادة من الرموز الدينية للتأثير على الرأي العام
  • فرض العزلة والتعليم المتحيز لصياغة وعي جماهيري مناسب
  • التصنيف الاجتماعي بين طبقات بناءً على الولاء السلالي

الولاية وأثرها على المجتمع اليمني والوطنية

الاعتماد على الولاية كمبرر للحكم يؤدي إلى تقسيم المجتمع بين “سادة” و”عبيد” أو “قناديل” و”زنابيل”، ما يشرعن الإقصاء السياسي ويعطل نظام الدولة الحديثة الذي يتمثل في المواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة. الإنقسام السلالي يعمق الفجوات الاجتماعية ويضعف الهوية الوطنية اليمنية التي عرف عنها التسامح والتنوع، ويغذي أجندات طائفية دخيلة تعصف بترابط المجتمع.

الأثر الوصف
تقسيم المجتمع تصنيف الناس وفق الولاء السلالي والسعي لفرض طبقية صلبة
الإقصاء السياسي حرمان غير المنتمين فكرياً أو سلالياً من المشاركة السياسية
تراجع الهوية الوطنية زيادة الطائفية على حساب الانتماء الوطني الجامع
تعطيل الدولة المدنية وقف التداول السلمي وإلغاء مفهوم المواطنة المتساوية

ترويج الحوثيين لخرافة الولاية يُعزز من سلطتهم عبر استغلال الدين لتزوير الواقع السياسي والاجتماعي، كما أنهم يرفضون التعليم والصحوة الفكرية التي قد تهدد نفوذهم، وينسجون سردية تُبرزهم كأصحاب حق إلهي في الحكم دون سند شرعي معترف به، ويتجاهلون أن الإسلام يدعو إلى الشورى والاختيار في إدارة شؤون الناس، ولا يقبل أن يُستخدم الدين كورقة ضغط لفرض حكم مستبد قائم على الإكراه والتمييز. لذلك، من الضروري مواجهة هذا التوجه عبر ترسيخ الفهم الإسلامي الصحيح الذي ينبذ الاستبداد ويؤمن بأن الحكم يجب أن يكون مبنيا على المشاركة والكفاءة لا السلالة فقط.