رجوع غير متوقع.. بصمة هدى سلطان اليوم في السينما والدراما والغناء العربي

بدأت هدى سلطان مسيرتها الفنية من قلب الفن المصري لتصبح واحدة من أبرز نجمات الغناء والتمثيل، حيث شكلت بصمة هدى سلطان في السينما والدراما والغناء العربي علامة فارقة لا تنسى ضمن تاريخ الفن. تميزت بصوتها الدافئ وموهبتها الفطرية التي مكّنتها من تقديم أعمال استثنائية عبر عقود من العطاء المستمر.

بصمة هدى سلطان في السينما والدراما والغناء العربي: مسيرة فنية ملهمة

ولدت هدى سلطان في طنطا عام 1925 وسط أسرة محافظة كانت تعارض دخولها مجال الفن، لكنها تغلّبت على التحديات بقوة إرادتها. انطلقت في عالم الفن بعد أن بدأت بالغناء في حفلات الزفاف والمناسبات، قبل أن تصبح مطربة رسمية في الإذاعة المصرية بفضل اكتشاف الملحن أحمد عبد القادر لموهبتها المميزة؛ كان ذلك مدخلاً لرحلة حافلة أنتجت أكثر من 70 فيلمًا ومسلسلات تلفزيونية عديدة، إضافة إلى رصيد غنائي خالد أرسى مكانتها كأيقونة فنية حقيقية.

مسيرة هدى سلطان الفنية: من التحديات إلى النجومية والنجاحات السينمائية

رغم معارضة الأسرة، لا سيما من شقيقها الموسيقار محمد فوزي الخائف على مستقبلها، اتخذت هدى سلطان قرارات حاسمة قادتها إلى الشهرة؛ ففي عام 1950، لاحظ المنتج جبرائيل نحاس موهبتها الفريدة، فقدمها في فيلم “ست الحسن” للمخرج نيازي مصطفى، مما مهّد طريقها في التمثيل. تنوعت أدوارها بين التراجيديا والكوميديا والرومانسية، وقد شاركت في أفلام ناجحة مثل “نساء بلا رجال”، “مكتوب على الجبين”، “بيت الطاعة”، و”حبيب قلبي” الذي جمعها مع الموسيقار رياض السنباطي؛ ما يعكس جلّ تأثير بصمة هدى سلطان في السينما والغناء الذي رافق مسيرتها الفنية. كما شكلت ثنائيات ناجحة مع نجوم بالدرجة الأولى مثل فريد شوقي، كمال الشناوي، وشكري سرحان.

الغناء والدراما التلفزيونية: صوت وتأثير لا يُنسى لبصمة هدى سلطان في الفن العربي

امتدت بصمة هدى سلطان في الغناء أيضًا، حيث وصفها الموسيقار محمد الموجي بصوتها القوي والبارع، إلى جانب تعاونها المبارك مع رياض السنباطي الذي أبدع في تأليف ألحان لها خلّدها الجمهور في ذاكرتهم. تمكّنت هدى سلطان من خلال صوتها الشجي وأدائها المفعم بالعاطفة أن تأسر قلوب المستمعين، فاتخذت مكاناتها بين عمالقة الطرب. ليس هذا فقط؛ فقد تركت بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية عبر أدوار إنسانية عميقة في أعمال مثل “المال والبنون”، “الوتد”، و”عائلة الحاج متولي”، مما جعل حضورها يستمر عبر الأجيال ويمتد من الشاشة الكبيرة إلى الصغيرة.

كانت قصة العلاقة المتوترة مع شقيقها محمد فوزي محطة مؤثرة في حياتها، حيث تسبب قال اختلاف وجهات النظر في خلافات استمرت سنوات، وصلت إلى حد التهديد، إلا أن المصالحة جاءت في النهاية لتعكس صلابة شخصيتها وإرادتها في مواصلة مشوار الفن رغم كل الصعاب. تركت هدى سلطان خلفها إرثًا فنيًا لا يمحى، يجمع بين موهبتها في التمثيل وقوة صوتها في الغناء؛ وحين يُذكر اسمها اليوم، يستحضر الجمهور ذكرى فنانة تجاوزت القيود الاجتماعية وأثبتت أن الفن الأصيل خالد لا يندثر مهما مر الزمن.