«رحيل مؤثر».. وفاة فاطمة سعد يعيد “كابتن ماجد” إلى الأضواء والذاكرة

فقد الوسط الفني وعالم الدوبلاج العربي واحدة من أبرز الأصوات التي عاشت في ذاكرة الأجيال، عندما رحلت الفنانة القديرة فاطمة سعد عن عمر ناهز 59 عامًا، مخلفةً وراءها أثرًا ممتدًا في مجال الدوبلاج وشخصيات كرتونية لا تُنسى، كرّست صوتها المميز لمسيرة مهنية استمرت 38 عامًا جعلت منها رمزًا راسخًا في الوعي العربي، خاصة للأطفال الذين أحبوا تلك الشخصيات الكرتونية الساحرة التي أضفت الحياة إلى شاشات التلفاز.

إعلان رحيل فاطمة سعد وجهود وداعها في نقابة الفنانين

عبر منشور رسمي على صفحة فيسبوك خاصتها، أعلنت نقابة الفنانين فرع دمشق نبأ وفاة فاطمة سعد التي تم تشييع جثمانها ودفنها في مدينة معضمية القلمون صباح اليوم، حيث نشرت النقابة عبارات تعبر عن الأسى لفقدان هذه الفنانة الكبيرة، التي لطالما أثرت مجال الدوبلاج بصوتها وأدائها المميز، وقد أرفق الإعلان برقم لتلقي التعازي من زملائها ومحبيها، مما يبرز مكانتها المهمة كفنانة وإنسانة أثرت فيمن حولها وألهمت أجيالاً بأعمالها المتقنة.

مسيرة فنية حافلة: شخصيات كرتونية برؤية إبداعية

اشتهرت فاطمة سعد بأداء أصوات شخصيات عديدة لا تزال محفورة في ذاكرة متابعي الرسوم المتحركة وقصص الأطفال؛ حيث قدمت دور موسامي في مسلسل هزيم الرعد، ومازن في سلسلة الكابتن ماجد الشهيرة، وميشو الذي مثل شخصية ماوكلي المحبوب، بالإضافة إلى شخصية هاكو في ناروتو وشخصية ياوي في إيكوسان، كل هذه الأدوار جسّدت شغفها بالفن وحرصها على إظهار تفاصيل أدبية وإنسانية عميقة لكل شخصية، وقد وسّعت أعمالها أيضًا إلى البرامج الإذاعية الرائدة مثل “حكم العدالة” و “ظواهر مدهشة”، مما أكد عمق تجربتها وتأثيرها على مختلف المجالات الفنية.

فاطمة سعد: أيقونة الطفولة وصوت الخيال

ليس من المبالغة القول إن فاطمة سعد مثّلت صوت الخيال الممتع والألفة في أيام الطفولة، ولا تزال تلك الأصوات التي أضفت إليها لمسة حيوية عالقة في أذهان الأجيال التي كبرت على مسلسلاتها وأعمالها، فهي بمثابة جسر بين عالم الأطفال والقصص الفنية المثيرة التي حملت إلينا قيمًا ودروسًا مهمة تحت غطاء فني مرمز، رحيلها لن يكون نهاية تأثيرها بل سيبقى إبداعها حيًا في مكتبة الدوبلاج العربي كمرآة لروح عربية خالصة تفانت في تميز الأداء الصوتي.

ستبقى فاطمة سعد رمزًا للفنانة التي رسخت في قلوب محبيها لتقدم الدوبلاج العربي في أبهى صوره، مع تكريس صوتها لمهمات فنية سامية تنبض بالإبداع والخيال.