«رد حازم».. وزير الخارجية الإيراني: المطالب الأمريكية غير واقعية!

أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، موقفًا حازمًا إزاء المطالب الأمريكية المتعلقة بالمفاوضات النووية، مؤكدًا أن طهران ما زالت في مرحلة دراسة الخيارات المتاحة قبل اتخاذ قرارها بشأن المشاركة في الجولات المقبلة من المحادثات، كما شدد الوزير على أهمية الوصول إلى نتائج مثمرة تحقق مصالح جميع الأطراف، مشيرًا إلى أنه لن يتم قبول أي شروط مجحفة أو مبالغة في التطالبات من الجانب الأمريكي.

رفض المطالب الأمريكية غير المعقولة

أكد عباس عراقجي أن بلاده لا ترى أي منطق في المطالب الأمريكية الحالية، حيث وصفها بأنها غير معقولة وتعيق أي تقدم بناء في المفاوضات النووية، موضحًا أن إيران تتمسك بحقوقها في تطوير برنامجها النووي وفق القوانين الدولية، وأنها لن تتنازل عن حقها في استمرار تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف، خاصة أن تلك العملية تعتبر جزءًا من خططها السلمية لاستخدام الطاقة النووية؛ في المقابل، يشدد العراقجي على أهمية الالتزام التام بالاتفاقات السابقة بما يضمن استمرارية الحوار البناء。

التزام إيران بالشفافية ورفع العقوبات

شدد وزير الخارجية الإيراني على أن بلاده مستعدة للتعاون الكامل بشفافية تامة مع المجتمع الدولي فيما يخص برنامجها النووي السلمي، مؤكدًا أن إيران لطالما التزمت بتطبيق الاتفاقات السابقة في حالة التزام الأطراف الأخرى بها، وأضاف أن استمرار العقوبات الاقتصادية والقيود المالية المفروضة على إيران لن يؤدي إلا إلى زيادة التوترات وتعقيد المفاوضات، لذلك يجب رفع هذه العقوبات غير العادلة لتحقيق بيئة مناسبة لاستمرار المحادثات؛ وأشار الوزير إلى أن إيران ظلت وفية بتعهداتها السابقة، مع توقعها أن ينتهج الطرف الآخر نهجًا عقلانيًا لضمان تقدم المفاوضات.

التخصيب النووي: العقبة أمام الاتفاق

يعتبر تخصيب اليورانيوم نقطة محورية في أزمة المفاوضات الحالية بين إيران والولايات المتحدة، إذ إن طهران ترى أن التخصيب يُعد ركيزة أساسية لتطوير الطاقة النووية للأغراض المدنية، في حين تنظر واشنطن بقلق إلى تلك المساعي باعتبارها قد تحمل تهديدًا للاستخدام العسكري، وتسعى إلى تحديد نسب تخصيب لا تتجاوز واحد بالمئة، وهو ما تعتبره إيران تصعيدًا غير مبرر وضغطًا على حقوقها السيادية؛ ويشدد المفاوضون الإيرانيون على رفض التنازل عن هذا الحق بالمطلق، مع التأكيد على الأهداف السلمية لهذه العمليات والتي يمكن التأكد منها بسهولة في إطار التعاون مع المنظمات الدولية.

من الواضح أن التوتر بين إيران والولايات المتحدة لا يزال يشكل عائقًا أمام الوصول إلى حلول دبلوماسية شاملة تحقق استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا، ومن هنا يصبح ضرورة تقديم تنازلات متبادلة أكبر شرطًا لتحقيق تقدم ملموس خلال المفاوضات القادمة، وهو ما يتطلب مرونة من كل الأطراف المشاركة.