«رسائل تاريخية».. الرئيس العليمي يوجه خطاباً هاماً لأبناء الجنوب بشأن الحقوق

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد محمد العليمي، في كلمته بمناسبة العيد الوطني الخامس والثلاثين للجمهورية اليمنية، على أن القضية الجنوبية تمثل ركناً أساسياً لتحقيق تسوية سياسية عادلة وشاملة، موضحًا أن معالجة هذه القضية لن تتم إلا عبر مبادئ قائمة على الإنصاف الكامل، وضمانات واضحة تُمكن أبناء الجنوب من تحقيق حقهم في تقرير مستقبلهم ضمن إطار دولة حديثة ومتعددة تحمي الحقوق الوطنية وتضمن المساواة بين الجميع.

القضية الجنوبية في قلب التسوية السياسية

أوضح الرئيس العليمي أن تسوية القضية الجنوبية تتطلب حلولاً منهجية ومستدامة ترسخ مكانة الجنوب في دولة تمثل جميع أبنائها، معتبرًا أن تجاهل هذه القضية ضمن تسويات سطحية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيدات، مشددًا على أهمية العمل وفق مرجعيات وطنية، إقليمية، ودولية تعلي من مبدأ الشراكة والتوزيع العادل للثروات والسلطة، وأضاف أن أبناء الجنوب كانوا دائمًا ضمن النسيج الوطني ولم يكن دورهم لحظة عابرة في التاريخ السياسي، بل كانوا جزءًا أصيلًا من مشروع بناء الدولة والمؤسسات.

رمزية عدن في بناء الدولة وحماية الجمهورية

شدد العليمي على الأهمية الرمزية الاستراتيجية التي تمثلها عدن كقلب نابض للجنوب وقاعدة تاريخية للتحرر الوطني والدفاع عن النظام الجمهوري، حيث كانت ولا تزال رمزاً للنضال الوطني ومنطلقًا لوحدة الصف ودحر مشاريع الهيمنة، وأشار إلى أن عدن اليوم تلعب دورًا قياديًا في مواجهة القوى الانقلابية الحوثية المدعومة خارجيًا، كما تعتبر مركزًا لدعم الجمهورية وبناء مستقبل قائم على المشاركة الوطنية، وتظل المدينة عنوانًا لصمود الشعب اليمني في وجه مختلف التحديات الإقليمية والدولية.

حقوق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم

جدد الرئيس تأكيده أن تحقيق الإنصاف الكامل لأبناء الجنوب من خلال ضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية سيبني مستقبلًا متكافئًا وعادلاً، وشدد على ضرورة توحيد الجهود لبناء دولة قائمة على مبدأ تكافؤ الفرص، العدل، والمواطنة المتساوية، مؤكدًا أن التضحيات التي قُدمت عبر عقود من الكفاح الوطني تمثل نواة هذا المشروع، كما شدد على أهمية ترسيخ النظام الجمهوري وحماية التعددية السياسية كضمانات أساسية للحفاظ على الكيان الوطني.

اختتم الرئيس العليمي كلمته بالدعوة إلى وحدة الجهود الوطنية والعمل المشترك لتعزيز المبادئ التي تكفل الحفاظ على الهوية اليمنية والاندماج الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن تحقيق شروط بناء اليمن الحديث يتطلب الالتفاف حول النظام الجمهوري، ترسيخ التعددية، وضمان حقوق أبنائه، بما يحقق تطلعاتهم في دولة تسود فيها العدالة والمساواة كأهم دعائم المستقبل.