رسالة إنسانية قوية.. دور الجمعيات الخيرية الإماراتية محلياً وعالمياً اليوم

تحتفل دولة الإمارات باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس من كل عام، معبرة بذلك عن التزامها المستمر بدعم قضايا العطاء والمساعدات الإنسانية التي تخدم المجتمعات المحتاجة محليًا وعالميًا، وتعكس مكانتها كأحد أبرز المانحين والمساهمين في هذا المجال الحيوي. العمل الإنساني في الإمارات ليس مجرد نشاط تطوعي، بل هو منظومة مؤسسية متكاملة تكرس جهودها لتخفيف المعاناة وتمكين الإنسان عبر مشاريع تنموية مستدامة في مجالات التعليم والصحة والأمن الغذائي وتمكين المرأة والشباب، مع استجابة فعالة للأزمات والكوارث.

أبرز جهود العمل الإنساني في الإمارات عبر الهلال الأحمر والمبادرات الخيرية

يُعد الهلال الأحمر الإماراتي نموذجًا رائدًا في العمل الإنساني منذ تأسيسه قبل أكثر من أربعة عقود، حيث تمكن من ابتكار حلول جريئة لمشكلات إنسانية متنوعة على نطاق عالمي. ويبلغ عدد المشاريع الخيرية التي نفذها الهلال الأحمر في خارج الإمارات حوالي 132 مشروعًا في مختلف دول وقارات العالم، مما يؤكد شمولية ونهج المنظمة في إيصال الدعم والمساعدة دون تمييز أو انحياز.

جمعية الفجيرة الخيرية.. منارة للعمل الإنساني والتنمية المستدامة في الإمارات

أكد معالي سعيد محمد الرقباني، رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، أن نهج العمل الإنساني في الإمارات ينبع من إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي رسّخ قيم العطاء والخير لتتجاوز حدود الدولة إلى العالمية، وهو المنهج الذي يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ترسيخه بجهود كبيرة تعزز دور الإمارات كمنارة للعطاء والتسامح. تأسست جمعية الفجيرة الخيرية عام 1987، ومنذ ذلك الحين تنفذ مشروعات تنموية تخدم فئات مختلفة مثل الطلاب والأسر والأيتام والمرضى، وتشمل حملات الإغاثة وتمكين الأسر المنتجة وحفظ النعمة. في السنوات الخمس الأخيرة، تجاوز حجم المدفوعات في مشاريع الجمعية 329 مليون درهم، مستفيدة منها أكثر من 250 ألف شخص.

دبي الخيرية.. أطر متكاملة للاستجابة الإنسانية والتعليمية والاجتماعية

يقول أحمد السويدي، المدير التنفيذي لجمعية دبي الخيرية، إن اليوم العالمي للعمل الإنساني يشكل فرصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز قيم العطاء والتسامح، ورعاية المتأثرين بالأزمات دون تمييز. خلال النصف الأول من عام 2025، نفذت الجمعية مشاريع ضخمة شملت بناء 18 مجمعًا سكنيًا و470 مسكنًا للفقراء، إضافة إلى إنشاء 25 مدرسة و66 مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم ومركزين للتدريب المهني. كما أسهمت في حفر 3922 بئرًا وتشييد 897 مسجدًا، وبناء ثلاثة دور للأيتام، إلى جانب تقديم الرعاية الصحية لـ1513 حالة وبناء 21 مستوصفًا. وجاء دعم أصحاب الهمم ضمن 65 مشروعًا متخصصًا لتحسين جودة حياتهم. كما شملت الجهود تنفيذ 1700 مشروع عام، ودعم 426 أسرة منتجة، وإنشاء 1402 مشروع وقف خيري لضمان استمرارية العطاء.

رسالة جمعية بيت الخير في تعزيز العمل الإنساني والتكافل المجتمعي

تُبرز جمعية بيت الخير، بدورها، أهمية العمل الإنساني كركيزة في بناء مجتمع متماسك، حيث تنفذ 27 مشروعًا متنوعًا تخدم مختلف الفئات من أسر متعففة وأيتام ومرضى إلى طلبة العلم وأصحاب الهمم. وأوضح مدير عام الجمعية عابدين طاهر العوضي أن حجم الإنفاق على هذه المشاريع ارتفع إلى أكثر من 123 مليون درهم حتى نهاية يوليو من العام الحالي، ما يعكس زيادة في قدرة الجمعية على خدمة عدد أكبر من المستفيدين. وأضاف أن العمل الإنساني لا يرتكز فقط على المساعدات المادية، بل يمثل أيضًا رسالة أمل وكرامة، تؤكد أهمية التضامن المجتمعي في بناء مستقبل أفضل للجميع.