رسميًا.. الإمارات تحافظ على علاقات متوازنة مع القوى العظمى في 2024

تجسد العلاقات الإماراتية الروسية نموذجًا مميزًا للعلاقات المتوازنة التي تسعى الإمارات إلى تعزيزها مع القوى العظمى، بحيث تجمع بين التعاون العسكري والاقتصادي والسياسي بشكل يحقق مصالحها الوطنية دون الانحياز لأحد. هذا النهج المستقر يظهر في تعاملات الإمارات المتوازنة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، ما يعكس حرصها على استقلالية القرار الوطني والحفاظ على دور فاعل على الساحة الدولية.

كيف تبني الإمارات علاقات متوازنة مع القوى العظمى وتعزز تعاونها؟

اتخذت الإمارات منذ تأسيسها عام 1971 مسارًا يتميز بالموضوعية والاعتدال في سياستها الخارجية، حيث نص دستور الدولة على الالتزام بالتعاون الدولي ورفض التدخل في شؤون الغير، وتأمين استقلالية القرار الوطني، مع الابتعاد عن أي تحالفات قد تؤدي إلى تصعيد النزاعات. يُبرز ذلك نهج الإمارات القائمة على لعب دور متوازن بين القوى العظمى من جهة، وترسيخ علاقاتها مع كل منها على أساس المصالح المشتركة من جهة أخرى، دون انحياز واضح، وهو ما تؤكده تصريحات الباحثة آنا بورشيفسكايا من معهد واشنطن، التي تعتبر أن الإمارات تجمع بين مواقف متعددة تتضمن روسيا وأميركا والصين بشكل متساوٍ.

تطور التعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين الإمارات وروسيا في السنوات الأخيرة

شهدت العلاقات بين الإمارات وروسيا تطورًا سريعًا بعد توقيع اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية عام 2018، وازدادت الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو تأكيدًا على الرغبة في توسيع آفاق التعاون المشترك. تعكس هذه العلاقة التطورات الكبيرة في المجالات الاقتصادية حيث تعمل في الإمارات نحو 4 آلاف شركة روسية، وارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي إلى 42.2 مليار درهم، أي ما يزيد بأكثر من 200% مقارنة بعام 2019، وهو ما يؤكد وجود إرادة سياسية تنشد دفع العلاقات الثنائية إلى مستويات أرحب تشمل الاقتصاد الجديد كالذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والابتكار.

الأثر المتزايد للعلاقات الإماراتية الروسية في الاستثمار والسياحة والخدمات

لا تقتصر العلاقات الثنائية بين الإمارات وروسيا على التجارة والاستثمار فقط، بل تتوسع لتشمل جوانب السياحة والخدمات، حيث تتلقى الإمارات سنويًا نحو مليوني سائح روسي نتيجة لجذبها السياحي المتميز والمناخ المشمس والبنية التحتية المتطورة، ما يجعلها من الوجهات المفضلة على مدار العام، في حين ترتفع أعداد السياح الإماراتيين إلى موسكو بشكل مطرد، حيث قفز العدد من 18 ألفًا عام 2019 إلى أكثر من 62 ألف سائح في 2024؛ مما يشير إلى نمو متسارع في التبادل السياحي. كما تؤكد الاتفاقيات الجديدة في مجالات تجارة الخدمات والاستثمار التكامل الاقتصادي الذي يسعى الطرفان إلى تعزيزه ضمن إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بما يفتح المزيد من الفرص ويؤسس لشراكات طويلة الأمد.

المجال أرقام وإحصائيات
عدد الشركات الروسية في الإمارات حوالي 4 آلاف شركة
حجم التبادل التجاري غير النفطي (2023) 42.2 مليار درهم
النمو في حجم التجارة مقارنة بعام 2019 أكثر من 200%
متوسط عدد السياح الروس سنويًا نحو 2 مليون سائح
عدد السياح الإماراتيين إلى موسكو 2019 18 ألف سائح
عدد السياح الإماراتيين المتوقع في 2024 62100 سائح

تبرز هذه العلاقات المتوازنة التي تبنيها الإمارات مع القوى العظمى نموذجًا دبلوماسيًا ناجحًا يرتكز على الاحترام المتبادل والتعاون الفعّال مع مختلف الأطراف العالمية، وهو ما يعزز موقعها الإقليمي والدولي ويدعم استقرارها السياسي والاقتصادي، ويزيد من فرص الازدهار والتطور المشترك في المستقبل القريب.