
يُعتبر الذهب من المعادن الثمينة التي تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد، وقد شهدت أسعار الذهب العالمية تقلبات عديدة خلال الفترة الأخيرة بفعل التوترات التجارية العالمية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب المفاوضات الجارية حول التعريفات الجمركية والاتفاقيات التجارية. وقد أسهمت هذه التغيرات في تحديد توجهات السوق العالمية والمحلية بالنسبة للذهب.
التغيرات الأخيرة في أسعار الذهب عالميًا
شهدت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم ارتفاعاً بنسبة 0.7% لتسجل الأونصة الواحدة 3330 دولاراً، بعد أن افتتحت الجلسة عند مستوى 3310 دولار للأونصة. هذا يأتي بعد انخفاضها لأدنى مستوى خلال 4 جلسات عند 3274 دولار للأونصة، مما يعكس مدى حساسية أسعار الذهب للتوترات التجارية والاقتصادية. وتعتبر المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة محوراً أساسياً في تحديد مسار الذهب خلال الفترات القادمة، حيث يؤثر أي تقدم إيجابي أو إخفاق بشكل مباشر على حركة الأسعار.
تشير التحليلات إلى أن استقرار الذهب عند مستوى 3300 دولار يعد عاملاً مفصلياً، حيث يتوقع المحللون أنه في حال تم التوصل لاتفاق تجاري مقنع بين البلدين فقد تنخفض الأسعار عن هذا المستوى. بالمقابل إذا جاءت المحادثات مخيبة للآمال، فقد تتجه الأسعار نحو القمة التاريخية عند 3500 دولار للأونصة. هذا النطاق السعري يعكس مدى تأثير الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية على اتجاهات المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.
ارتفاع صادرات مصر من الذهب محليًا
أعلنت غرفة الصناعات المعدنية أن صادرات مصر من الذهب سجلت خلال الربع الأول من عام 2025 مستوى قياسياً بقيمة 3.2 مليار دولار، وهو أعلى مستوى تم تسجيله خلال ربع سنوي على الإطلاق. وقد ساهم هذا الارتفاع في دعم الاقتصاد المصري، حيث يُعتبر الذهب واحداً من أبرز الموارد التي تدعم الصادرات المصرية.
وتواصل الأسواق المحلية تأثرها بالتغيرات في أسعار الذهب العالمية، فقد شهد الذهب المحلي ارتفاعاً في السعر خلال تداولات اليوم بعد تراجعه خلال الجلستين الماضيتين. وافتتح الذهب عيار 21 الأكثر انتشاراً جلسة اليوم عند مستوى 4745 جنيه للجرام، ليستقر عند مستوى 4737 جنيهاً. هذا التغير يأتي نتيجة ارتباط التسعير بحركة الذهب العالمي واستقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه في البنوك الرسمية.
أداء صناديق الاستثمار العالمية في الذهب
أعلن مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت تدفقات نقدية قياسية خلال شهر أبريل، حيث بلغت 115.3 طن من الذهب، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2022. وارتفعت الأصول المدارة في هذه الصناديق بنسبة 10% لتصل إلى 379 مليار دولار، ما يعكس تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن وسط التوترات الاقتصادية العالمية.
المنطقة | التدفقات (بالطن) |
---|---|
آسيا | 69.6 طن |
أمريكا الشمالية | 44.2 طن |
أوروبا | -0.7 طن |
في الختام، يبقى الذهب تحت تأثير تطورات السياسات التجارية والاقتصادية العالمية، ويبقى المحرك الأساسي للأسعار هو ثقة المستثمرين في الاقتصاد العالمي. كما تلعب توترات التجارة بين الدول الكبرى دوراً محورياً في تشكيل توجهات السوق خلال المرحلة القادمة.