رمضان يعود مرتين في 2024 ويجبر الملايين على صيام 36 يومًا.. هل تعرف السبب؟

مع حلول عام 2030، ستشهد الأمة الإسلامية حدثًا نادرًا حيث سيأتي شهر رمضان مرتين خلال نفس العام الميلادي، ما يعني أن المسلمين سيصومون لمدة 36 يومًا متواصلة تقريبًا، وهو ما يثير اهتمام الباحثين في الفلك والتقويمات الدينية المختلفة. يحدث هذا نتيجة التداخل بين التقويمين الميلادي والهجري، مما يجعل عام 2030 فريدًا في سجلات التاريخ الإسلامي.

كيف يفسر التقويم القمري ظهور شهر رمضان مرتين في عام 2030

السنة القمرية تعتمد على حركة القمر حول الأرض، وتتألف من 12 شهرًا يبلغ مجموع أيامها حوالي 354 يومًا، أي أقل بحوالي 11 يومًا عن السنة الميلادية التي تتكون من 365 يومًا؛ لذلك فإن التاريخ الهجري يتحرك إلى الوراء بحوالي 11 يومًا سنويًا مقارنة بالتقويم الميلادي. هذا الاختلاف يؤدي إلى تحرك بداية شهر رمضان نحو التواريخ الأقدم في التقويم الميلادي كل عام، وبالتالي يصادف، في بعض السنوات، أن يأتي شهر رمضان مرتين في نفس السنة الميلادية كما سيحدث في عام 2030.

متى سيبدأ شهر رمضان خلال عام 2030 ولماذا يتكرر مرتين؟

وفقًا للحسابات الفلكية، يبدأ شهر رمضان لعام 1451 هجريًا يوم 4 يناير 2030 ميلاديًا، وحين يحل الشهر الهجري نفسه (رمضان 1452) في 26 ديسمبر من نفس العام، فإن رمضان يعود مرة أخرى في نفس السنة الميلادية، لتكون فترة الصيام خلالها مجتمعة حوالي 36 يومًا. هذا الأمر نادر الحدوث ولا يتكرر إلا بعد فترات طويلة؛ حيث تم تسجيل آخر حالة مماثلة عام 1997، وستكرر مجددًا في 2063، مما يجعل هذا الحدث مميزًا وذات أهمية بالغة في الوعي الديني والفلكي.

تأثير اختلاف التقويمات على مواقيت الصيام وتجربة الصيام في فصول مختلفة

نظراً لأن التقويم القمري أقصر بحوالي 11 يومًا من التقويم الميلادي، فإن بداية شهر رمضان تتحرك سنويًا لجميع المواسم والفصول. بمعنى أن المسلمين يصومون في فصل الشتاء في بعض السنوات، ويجدون أنفسهم يصومون في الصيف في أوقات أخرى، وهو ما يضمن توازنًا في تجربة الصيام عبر سنوات العمر؛ فالتحول المستمر في مواعيد شهر رمضان حسب التقويم القمري يجعله يعبر كل فصول السنة خلال 33 عامًا تقريبًا.

جدول يوضح بداية شهر رمضان في الأعوام التي شهدت أو ستشهد رمضان مرتين في نفس السنة الميلادية

ويظل هذا الحدث تذكيرًا بأهمية التفاعلات بين التقويمات المختلفة في العالم الإسلامي، ويسلط الضوء على الطبيعة الفريدة للتقويم القمري الذي يحكم مناسبات عديدة في الحياة الدينية، ويربط المجتمع الإسلامي بعاداتهم الرمضانية التي تتغير مع تغير الفصول.