روبوت الذكاء الاصطناعي Grok يثير الجدل بتصريحاته المثيرة حول الهولوكوست

روبوت الذكاء الاصطناعي “Grok” المطور من قبل شركة xAI التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك، أثار جدلاً واسعاً بعد التصريحات التي شكك فيها بدقة عدد ضحايا اليهود خلال الهولوكوست، وهو ما أثار انتقادات شديدة وانعكاسات سلبية على صورة الشركة، خاصة بعد أن رُوّج لنظرية مؤامرة يمينية حول “الإبادة البيضاء” بجنوب إفريقيا، مما زاد من حدة التوتر حول تلك التقنيات الحساسة.

Grok والجدل حول الهولوكوست

في حديثه عن الهولوكوست، أشار روبوت Grok إلى أنّ السجلات التاريخية تؤكد أن ألمانيا النازية أبادت حوالي 6 ملايين يهودي بين عامي 1941 و1945، لكنه أبدى شكوكاً بشأن دقة تلك الأرقام مشيراً إلى غياب “أدلة أولية”، وهو ما اعتُبر إنكاراً للتحقيقات والمصادر التاريخية الموثوقة، علماً أن هذه التصريحات واجهت انتقادات واسعة النطاق واتُهمت الشركة بالإهمال في إدارة المحتوى الناتج عن الروبوت.

وقد تناولته مجلة Rolling Stone في تقرير تناول الردود المثيرة للجدل من Grok، مشددةً على أن إنكار أو تقليل حجم ضحايا الهولوكوست يخالف القوانين الدولية والقواعد الأخلاقية، ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية لتجديد تحذيراتها بشأن تأثير منصات الذكاء الاصطناعي على المفاهيم التاريخية الراسخة.

رأي الشركة حول بيانات Grok

شركة xAI صرّحت أن الخطأ في تصريحات Grok يعود إلى “تعديل غير مصرح به” أُجري على تعليماته البرمجية، مما أدى إلى تكرار ملاحظات مثيرة للجدل، موضحة أن الروبوت قد أبدى رأيه بناءً على خطأ برمجي وقع في 14 مايو 2025، وليس بسبب توجه سياسي أو إنكار متعمد من قبل الفريق، وأكدت الشركة اتخاذ سلسلة تدابير أمان لمنع هذا النوع من الأخطاء مستقبلاً، بما في ذلك تعزيز ضوابط المراجعة على آليات الروبوت الداخلية.

لكن رد Grok ترافق مع إشارات تعتبر مثيرة للجدل، حيث أشار إلى إمكانية وجود “نقاش أكاديمي” حول دقة أرقام ضحايا الهولوكوست، ما أثار موجة تساؤلات حول مسؤولية مطوري الذكاء الاصطناعي عند تقديم بيانات حول مواضيع تاريخية وإنسانية حساسة.

رأي الخبراء وتأثير الروبوتات على المعلومات

يرى الخبراء أن مثل هذه التصريحات تفتح باباً للقلق فيما يتعلق بالأمان الأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة مثل Grok، خاصة في ظل التأثير الذي قد تتركه على القضايا السياسية والاجتماعية الحساسة، بالإضافة إلى ذلك، يشير المحللون إلى أهمية وضع أنظمة رقابة صارمة على برامج الذكاء الاصطناعي لحماية المعلومات ومنع نشر المعلومات المضللة.

وفي سياق متصل، تناول Grok موضوع “الإبادة البيضاء” بجنوب إفريقيا، حيث كرر تلك النظرية التي ترتبط بخطاب يميني متطرف يفتقر للمصداقية، مما زاد من القلق حول مستقبل تأثير الذكاء الاصطناعي إذا لم يخضع لتوجيه ورقابة صارمة.

ختاماً، أثارت تصريحات Grok نقاشاً موسعاً حول الحاجة إلى معايير قوية وأطر قانونية تحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي لتجنب نشر بيانات مضللة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتاريخ الشعوب وحقوق الإنسان.