زيادة غير مسبوقة في سرعة دوران الأرض خلال 2025.. فما تأثيرها على حياتنا؟

أقصر يوم في التاريخ سجلته الأرض بتسارع ملحوظ في دورانها حول محورها، مما أدى إلى تقصير مدة اليوم عن المعتاد بمئات الأجزاء من الثانية، وهو أمر أثار اهتمام العلماء والجمهور على حد سواء؛ لأن هذا التغير غير المسبوق يشير إلى تأثيرات عميقة على النظام الأرضي وتأثيراته على الحياة اليومية.

أقصر يوم في التاريخ ودوران الأرض المتسارع

في 10 يوليو 2024، شهد كوكب الأرض دورانًا أسرع من المعتاد، حيث قلّ طول اليوم بمقدار 1.36 ميلي ثانية مقارنة بالمعدل الثابت الذي يبلغ 86,400 ثانية، ما يعادل 24 ساعة كاملة؛ وهو الرقم الذي جعل هذا اليوم من بين أقصر الأيام المسجلة في التاريخ الحديث. هذا الحدث جاء بعد أسبوعين فقط من تسجيل رقم قياسي سابق، ما يعكس تسارع الأرض المستمر حول محورها بظاهرة لم تُفسر بشكل نهائي بعد.

أسباب تسارع دوران الأرض وأقصر يوم في التاريخ

يرجع العلماء إلى عدة عوامل متشابكة تسهم في حدوث أقصر يوم في التاريخ، حيث لا تزال الأسباب غير محسومة بشكل كامل، لكن هناك تفسيرات علمية واضحة تشمل:

  • الجاذبية المتغيرة للقمر: تؤدي ظاهرة المد والجزر الناتجة عن قوة جاذبية القمر إلى تقصير دوران الأرض، وخصوصًا عندما يكون ميلان القمر في ذروته يؤثر في زيادة سرعة الدوران مؤقتًا.
  • التغيرات في الغلاف الجوي: الضغط الجوي والرياح المرتبطة بظواهر مثل المد الجوي شبه اليومي تساهم في تسريع دوران الكوكب.
  • ذوبان الأنهار الجليدية والجليد القطبي: انتقال كتلة الماء من الأراضي الجليدية إلى المحيطات يقلل عزم القصور الذاتي للأرض، مما يسرع سرعتها الدورانية.
  • تحولات داخلية في لب الأرض المعدني، وضعف المجال المغناطيسي: هذه العوامل قد تُخفف من مقاومة الدوران مما يساهم في زيادة سرعة حركة الكوكب.
  • إعادة التوازن المداري للأرض والقمر: دراسات ناسا تشير إلى أن الأرض دخلت “نقطة توازن مداري” مع القمر تمنحها دفعة طفيفة زيادة السرعة.

تواريخ قياسية لتسارع دوران الأرض وأقصر يوم في التاريخ

سجلت الأرض عدة أيام بأقصر فترات خلال السنوات الأخيرة منذ بداية رصد تغير طول اليوم بدقة في سبعينيات القرن الماضي، والجدول التالي يوضح أبرز هذه التواريخ مع مقدار النقص في طول اليوم:

التاريخ نقص طول اليوم (ميلي ثانية)
5 يوليو 2024 1.66
30 يونيو 2022 1.59
19 يوليو 2020 و9 يوليو 2021 1.47
عام 2023 تباطؤ طفيف بدون أرقام قياسية جديدة

هذه الأرقام تدل بوضوح على أن أقصر يوم في التاريخ ليس حدثًا معزولاً بل جزء من ظاهرة متغيرة تؤثر في دقة أنظمة الملاحة والاتصالات وحساب ضبط الوقت العالمي، ما يعكس طبيعة الأرض كنظام حي يتفاعل مع قوى داخلية وخارجية معقدة، ويشدّ الانتباه لدور البحث العلمي المستمر في كشف أسرار هذا الكون المتغير.