«زيارة مفاجئة» ترامب يبدأ جولته في الخليج العربي وسط ترقب عالمي

استقبلت منطقة الخليج العربي زيارة رسمية هامة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي استهل جولته بزيارة المملكة العربية السعودية كجزء من تحركات دبلوماسية تعكس طموحاته السياسية وعلاقاته الإقليمية. الزيارة التي حملت طابعًا استثنائيًا من حيث الاستقبال والمضمون، تضمنت توقيع اتفاقيات استراتيجية وزيارات رمزية، مما أضفى أبعادًا سياسية واقتصادية متعددة على الجولة الخليجية التي شملت عدة محطات بارزة.

دونالد ترامب في السعودية: تعزيز العلاقات الخليجية الأمريكية

بدأت جولة ترامب في الخليج العربي بزيارة رسمية إلى السعودية حيث استقبله الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بحفاوة ملكية مميزة، تميزت المراسم ببساط أرجواني وطلقت تحية من المدافع بمرافقة موكب يبرز التراث العربي. تخللت الزيارة جوانب مهمة شملت توقيع تفاهمات بمجالات الدفاع والطاقة، بالإضافة إلى اجتماع قمة جمع شركات تكنولوجيا كبرى من الولايات المتحدة بكبار المستثمرين السعوديين. ترامب أشاد بقيادة الأمير محمد وأهمية رؤية 2030 في دعم الاقتصاد السعودي.

ترامب في منتدى استثماري سعودي: رسائل سياسية واستراتيجيات جديدة

خلال كلمته في منتدى استثماري بالرياض، فجّر ترامب مفاجأة بالإعلان عن تخفيف العقوبات على سوريا والبحث عن سبل تطبيع العلاقات معها. مشيرًا أنه التقى بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع واقترح انضمام سوريا لاتفاقيات إبراهيم كمحور لإقامة علاقات أوسع بالشرق الأوسط. أثارت كلمته تساؤلات حول أهدافها، خاصة مع تطورات السياسات تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل. المنتدى شهد توقيع اتفاقيات تعزز التحالفات الاقتصادية بين البلدين ضمن استراتيجية جديدة لتعميق التعاون الاقتصادي والدبلوماسي.

أبعاد استراتيجية لزيارة قطر والإمارات

واصل ترامب جولته بزيارة الدوحة للتوقيع على ثلاث اتفاقيات تعاون حيوية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تضمنت تعزيز التعاون بمجال الطيران، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى اتفاقيات دفاعية تهدف لزيادة التنسيق الأمني. أما الإمارات فقد قدمت محطة رمزية، إذ زار ترامب مسجد الشيخ زايد الكبير، معربًا عن انبهاره بجماليته وروح التسامح الديني المتجسدة بالمكان. أبدى ترامب احترامًا كبيرًا لتقاليد الإمارات وثقافتها، مؤكدًا على أهمية بناء جسور تواصل ثقافي وسياسي مع دول الخليج.

ختام الجولة شمل حضور ترامب قمة خليجية في السعودية حيث لم يفوت الفرصة لانتقاد إدارة سلفه بايدن، مشيرًا إلى رغبته في إعادة النظر بالسياسات الأمريكية الحالية وزيادة التشبيك مع الحلفاء الإقليميين. المراقبون يرون في جولته الخليجية خطوة نحو تعزيز حضور ترامب السياسي قبيل الانتخابات القادمة، بجانب سعيه لترسيخ إرثه الدبلوماسي في الشرق الأوسط.