سابك تتحدى الهبوط وتفتح باب الحوار حول الأمونيا الزرقاء مع كوريا واليابان – تعرف على التطورات الجديدة

يُعتبر أمين الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أن شركة سابك تمتلك مقومات قوية تؤهلها لتجاوز دورة الهبوط الحالية بفضل مزاياها التنافسية التي تميزها عن منافسيها في السوق. وفي توقعاته لأداء السوق هذا العام، رجح أن يصل الطلب على النفط إلى 105.8 مليون برميل يوميًا، مع نمو متوقع يتراوح بين 1.1 إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، ويحتمل أن يكون النمو عند الحد الأعلى من هذا النطاق.

توقعات الطلب على النفط وتأثيرها على سوق الطاقة العالمي

أشار الناصر إلى أن مستويات المخزونات العالمية لا تزال دون المتوسط المسجل لخمس سنوات مضت، ما يعكس حالة من التوازن الهش في سوق النفط؛ إذ تستمر أرامكو في إجراء مناقشات مع شركاء دوليين في كوريا واليابان بشأن تطوير مشاريع الأمونيا الزرقاء، التي تتيح حلولًا صديقة للبيئة في قطاع الطاقة. ويركز هذا التوجه على الابتكار والتوسع في مصادر طاقة أكثر استدامة، وهو ما يزيد من أهمية الطلب على النفط في المرحلة الحالية، خاصة مع توقعات النمو التي تدعمها الاستثمارات المستمرة.

سابك ودور أرامكو في إعادة هيكلة محفظة الطاقة الكيميائية

من جانبه، صرح زيادة المرشد، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية في أرامكو، بأن الشركة تضع تركيزًا واضحًا على ما ينبغي القيام به داخل سابك في ظل التغيرات البنيوية التي تمر بها الصناعة الكيميائية. تأتي هذه التحديات نتيجة لدورة هبوط طويلة سببتها زيادة الطاقة الإنتاجية بصورة مفرطة في السوق، ما أدى إلى ضغوط على الأسعار وربحية الشركات. في هذا الإطار، تشهد سابك، كمكون رئيسي في مجموعة أرامكو، إعادة هيكلة شاملة لمحفظتها الاستثمارية تهدف إلى تعزيز الكفاءة وتحقيق أفضل عائد ممكن.

استراتيجية أرامكو لتحسين الأداء المالي وتعزيز عوائد الأصول

أكد المرشد أن أرامكو عمدت إلى تبني مقياس “صافي الدخل المعدل” لتعزيز الشفافية المالية، وهو إجراء يعكس التزام الشركة بأفضل الممارسات العالمية. كما تسير تحولات مهمة داخل عمليات الشركة، تتمحور حول الأنشطة في المنبع والمصب مع التركيز على تقليص التكاليف كعامل حاسم في تحقيق الاستدامة المالية. وتعكف أرامكو على إعادة توزيع رؤوس الأموال، من خلال تحرير الموارد المحتجزة في أصول ذات عوائد منخفضة واستثمارها في أصول ذات عوائد أعلى، مثل الأصول المرتبطة بالبنية التحتية التي تحظى باهتمام المستثمرين رغم عوائدها المعتدلة.

كما تتعاون أرامكو مع وكالات ائتمان الصادرات لتوفير تمويل المشاريع المختلفة، وتدرس خيارات متنوعة لإصدار سندات بالعملات الأجنبية وفي أسواق جغرافية متعددة، إضافة إلى إصدار صكوك محلية داخل المملكة العربية السعودية، ما يعكس استراتيجيتها المرنة في توفير رأس المال.

وفقًا لبيانات أرقام، شهدت أرباح أرامكو تراجعًا في النصف الأول من عام 2025 لتصل إلى 181.3 مليار ريال مقارنة بـ209.5 مليار ريال في نفس الفترة من 2024، بينما بلغت أرباح الربع الثاني 85.6 مليار ريال، ما يعكس تأثير دورة الهبوط على الأداء المالي، لكنه لا يثني الشركة عن الاستمرار في تنفيذ استراتيجياتها الطموحة لتحقيق نمو مستدام.

تُبرز رؤية أرامكو توازنًا بين استغلال الفرص الحالية والتكيف مع التحديات الصناعية، حيث تشكل إعادة هيكلة سابك دورًا رئيسيًا في استكمال مسيرة الشركة نحو تعزيز موقعها الاستراتيجي، مع تعزيز الشفافية وإدارة التكلفة بفاعلية، وهو ما يجعل الشركة في موقع يؤهلها لمواصلة تأثيرها القوي في قطاع النفط والطاقة العالمي.