سجن موظف خطوط جوية 3 سنوات بعد اعتدائه على طفلة مسافرة.. ماذا حدث بالتفصيل؟

حكمت المحكمة الجزائية في جدة بسجن موظف في إحدى شركات الطيران ثلاث سنوات مع تغريمه عشرة آلاف ريال، بعد ثبوت قيامه بتقبيل جبين طفلة مسافرة، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا حول مسؤوليّة الشركات وأفرادها في التعامل مع المسافرين، خصوصًا القصر. وتوضح تفاصيل القضية التي نشرت عبر حساب المحامي عزام بن ماجد الزهراني على منصة إكس، كيف يمكن لتصرف بسيط أن يتحول إلى قضية قانونية بالغة الجدية بسبب سوء الفهم وطبيعة التعامل.

تفاصيل واقعة تقبيل جبين طفلة مسافرة وأسباب الحكم

نشبت مشادة بين الموظف ووالدة الطفلة خلال تواصل الموظف مع إحدى المسافرات في شركة الطيران، ما أدى إلى ارتفاع صوت الطرفين وخلق حالة من الخوف لدى الطفلة التي تبلغ من العمر 14 عامًا، وفقًا لما ذكره المحامي. في محاولة لتهدئتها، قام الموظف بتقبيل رأسها وربّت على كتفها، تصرف اعتبرته والدة الطفلة غير ملائم ورفضت قبوله، فتقدمت بدعوى تتهمه بالتحرش. تسببت هذه الواقعة في فتح تحقيق قضائي خلص إلى صدور حكم بالسجن ثلاث سنوات وتغريم الموظف عشرة آلاف ريال، كعقوبة جراء ما اعتُبر تحرشًا جنسيًا.

مضمون منطوق الحكم القانوني بشأن تقبيل جبين طفلة مسافرة

أوضح الحكم الصادر أن الأدلة القرينة أثبتت صحة الاتهام الموجه للمدعى عليه بتحرش فعلي بفتاة قاصر، إذ تم استناد المادة الأولى من نظام مكافحة جريمة التحرش الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/96 بتاريخ 16-9-1439 هـ، التي تجرم بالفعل تحرش القاصرين داخل مكان العمل. أكدت المحكمة أن هذا الفعل محرم شرعًا، وكون المجني عليها طفلة، دفعها لإصدار حكم بالسجن ثلاث سنوات، مع تغريم المدعى عليه مبلغ عشرة آلاف ريال، وفق الفقرة الثانية من المادة السادسة من النظام نفسه، كما تم احتساب فترة التوقيف التي أمضاها خلال النظر في القضية.

أهمية ونتائج تطبيق نظام مكافحة جريمة التحرش على موظفي شركات الطيران

تسعى القوانين السعودية إلى حماية الأطفال والمستضعفين من أي إساءة أو تحرش، خاصة داخل بيئات العمل التي تتطلب درجة عالية من المسؤولية والاحترافية مثل شركات الطيران، حيث تُعتبر سلامة المسافرين الأهم. وتنص القوانين على معاقبة الموظفين الذين يتجاوزون حدود تعاملهم المهني بما يؤثر على راحة المسافرين وأمانهم النفسي. لذلك، تظهر أهمية التوعية والتدريب المستمر للموظفين حول حدود التعامل، بالإضافة إلى ضمان احترام خصوصية العاملين والمسافرين على حد سواء. وفي هذا الإطار، يمكن تلخيص الإجراءات والالتزامات التي تنطوي عليها أنظمة مكافحة التحرش في أماكن العمل على النحو التالي:

• حظر أي شكل من أشكال التحرش الجسدي أو اللفظي خاصة تجاه القصر.
• تنظيم آليات التواصل داخل أماكن العمل بطريقة تحترم حقوق الأفراد.
• فرض العقوبات القانونية المقررة في حالة مخالفة الأنظمة.
• توفير تدريبات دورية للعاملين على ضوابط السلوك المهني.
• إطلاق حملات توعوية تعزز بيئة العمل الإيجابية والحماية من التحرش.

يبقى التعامل الرصين والحذر مع كافة المسافرين، خاصة الأطفال منهم، ضرورة لا يمكن التهاون فيها، لأنّ تجاوز الحدود المهنية بأي تصرف قد يؤدي إلى عواقب قانونية وعقوبات مشددة، كما تعكس هذه القضية حرص النظام على تطبيق معايير عالية من الحماية داخل بيئات العمل الرسمية. هذا النوع من الأحكام يعزز الثقة بين الجمهور وقطاعات الطيران، ويؤكد أن القانون ساعي في حماية كل فرد مهما كان عمره أو وضعه.