سعر الذهب يواجه خطر هبوط يتجاوز 300 دولار.. هل يستمر الدعم القوي؟

ارتفعت تحركات العقود الآجلة للذهب في الأيام الأخيرة وسط حالة من التذبذب التي أثارت اهتمام المستثمرين والمتداولين، خاصة بعد انتهاء مهلة التعريفة الجمركية التجارية في بداية أغسطس وظهور تأثير رسوم جمركية جديدة على استيراد سبائك الذهب التي تزن كيلوغرامًا واحدًا من الولايات المتحدة، مما أثار تساؤلات كثيرة حول مستقبل أسعار الذهب في السوق العالمي.

تأثير التعريفات الجمركية على تحركات الذهب وأسعار سبائك الذهب كيلو

شهدت أسعار سبائك الذهب كيلو تقلبات ملحوظة عقب إعلان فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على استيراد هذه السبائك، وهو ما أدى إلى تقلبات في العقود الآجلة للذهب تجاوزت 3530 دولارًا للانس الواحد. تعكس هذه الخطوة المفاجئة من وكالة حماية الحدود الجمركية الأمريكية حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق، لا سيما مع استمرار التوترات التجارية العالمية التي قد تبطئ النمو الاقتصادي. قبل هذا الإعلان، كانت توقعات أسواق الذهب تشير إلى أن سبائك الذهب كيلوغرام واحد ستظل معفاة من رسوم ترامب الجمركية، خاصة وأن أكثر الموردين لهذه السبائك هم من سويسرا التي تواجه نفسها بالفعل رسوماً عالية على صادراتها، مما يزيد من تعقيد الوضع.

الأداء الأخير للعقود الآجلة للذهب أمام الدعم والمقاومة الرئيسية

شهدت العقود الآجلة للذهب يوم الجمعة ارتفاعًا طفيفًا، رغم مواجهتها لضغوط هبوطية كبيرة عند مستوى المقاومة 3510 دولارًا، وهو مستوى رئيسي اختبرته خلال أبريل الماضي. هذه المقاومة تمثل حاجزًا مهمًا، إذ أدت هجوماً هبوطيًا سابقًا إلى دفع سعر الذهب إلى مستوى دعم 3210 دولارًا خلال الأسبوع الأول من مايو. إذا لم تتمكن العقود الآجلة من تجاوز 3510 دولارًا بشكل مستدام، فقد تكرر الأسواق سيناريو التراجع، خصوصًا إذا أغلق السعر دون دعم 3468 دولارًا، ما قد يشير إلى استمرار هبوط الأسعار بالأسبوع القادم. وفي حالة اختراق هذا المستوى المقاوم، من المتوقع أن يقوم بعض المضاربين بفتح صفقات بيع مع وقف خسارة عند 3543 دولارًا، مع استهداف انخفاض عند 3262 دولارًا، مستفيدين من احتمالية انعكاس حاد في مؤشر الدولار الأمريكي.

العلاقة بين مؤشر الدولار الأمريكي والتقلبات في سوق عقود الذهب

يبدو أن العقود الآجلة للذهب تتأثر ارتباطًا وثيقًا باتجاهات مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقترب من اختبار مقاومة 50 DMA عند 97.947، وهو مستوى فني هام قد يشير إلى انعطاف في حركة الدولار. إذا تمكن مؤشر الدولار من إغلاق الأسبوع فوق هذا المستوى، فذلك قد يعزز الضغوط على أسعار الذهب، ويزيد احتمالية تدني سعر السبائك الذهبية كيلوغرام واحد. يعود ذلك إلى العلاقة العكسية بين قوة الدولار وأسعار الأصول المقومة به كالذهب؛ فالارتفاع في قيمة الدولار يقلل جاذبية الذهب كملاذ آمن ومستثمر.

يبقى الوضع متقلبًا بسبب التداخل بين العوامل الاقتصادية والسياسية، ويجب أن يضع المستثمرون في اعتبارهم حالة عدم اليقين التي تشوب الأسواق ونتائج الرسوم الجمركية الجديدة، مع التركيز على تحركات الدعم والمقاومة في سوق العقود الآجلة للذهب لتقدير الاتجاهات المحتملة لاحقًا.