سوبارو تراجع استراتيجيتها للسيارات الكهربائية وسط تساؤلات حول الأسباب

سوبارو تراجع استراتيجيتها للسيارات الكهربائية وسط تساؤلات حول الأسباب
سوبارو تراجع استراتيجيتها للسيارات الكهربائية وسط تساؤلات حول الأسباب

تواجه شركة سوبارو اليابانية تحديات رئيسية تتعلق بالتحوّل إلى السيارات الكهربائية في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الراهنة. وبالرغم من النمو المتسارع لسوق السيارات الكهربائية عالمياً، تُعيد الشركة تقييم استراتيجيتها متأثرة بعدم الاستقرار في السياسات الأمريكية والضغوط العالمية المتزايدة للانتقال إلى هذا النوع من السيارات، مما يجعل خطتها المستقبلية مليئة بالتحديات.

السيارات الكهربائية من سوبارو: تواجد محدود في السوق

عند زيارة الموقع الرسمي لشركة سوبارو في الولايات المتحدة، يتبيّن بوضوح أن الشركة تقدم حالياً سيارة كهربائية واحدة فقط هي “سولتيرا”، السيارة التي شهدت مؤخراً تحسينات بسيطة. إضافة إلى ذلك، عرضت الشركة طرازاً ثانياً يدعى “تريل سيكر” في معرض نيويورك للسيارات، إلا أن هذا الطراز لن يكون متوفراً في الأسواق قبل العام 2026. وعلى الرغم من هذه المحاولات الأولية للدخول في سوق السيارات الكهربائية، إلا أنه من الواضح أن سوبارو لا تمتلك حالياً خطة شاملة لتوسيع عروضها الكهربائية بشكل سريع.

التحديات السوقية والسياسات غير المستقرة في أمريكا

من أكبر العوامل المؤثرة على استراتيجية سوبارو للتوسع في قطاع السيارات الكهربائية هو الغموض الذي يحيط بالسياسة الأمريكية بشأن الرسوم الجمركية والإعفاءات الضريبية. فهذه الإعفاءات تُعتبر عاملاً جوهرياً للمستهلك الأمريكي للاعتماد على السيارات الكهربائية، ولكن مستقبل هذه السياسات يبدو غير واضح، خاصة مع التغيرات السياسية المحتملة في الإدارة الأمريكية. أضف إلى ذلك التباطؤ النسبي في إقبال الأسواق الأمريكية على السيارات الكهربائية مقارنةً بغيرها من الأسواق العالمية، مما يمثل معضلة للشركات المستثمرة في هذا القطاع.

تكلفة باهظة ومشكلات في الإنتاج

تشير تقديرات شركة سوبارو إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات قد تُكلّف الشركة حوالي 2.5 مليار دولار في العام الحالي وحده، وفقاً لتقديراتها. وعلى الرغم من امتلاكها مصنعاً في ولاية إنديانا الأمريكية، إلا أن هذا المصنع غير قادر على تلبية الطلب المحلي كاملاً، حيث يُنتج حالياً ما يقارب 345 ألف سيارة سنوياً، بينما تحتاج الشركة إلى توفير أكثر من 700 ألف سيارة سنوياً للسوق الأمريكية وحدها. ولرفع القدرة الإنتاجية يحتاج الأمر إلى تطوير كامل لسلسلة التوريد، ما يُمثل عبئاً إضافياً على الشركة.

مع هذا الوضع المضطرب، يبدو أن سوبارو تقف حالياً عند نقطة تحول حاسمة، حيث يتطلب اتخاذ قرار الاستثمار بشكل أكبر في قطاع السيارات الكهربائية التفكير في حلول طويلة الأجل تراعي كافة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية. وفي حال استمرار غياب استقرار السياسات، قد تظل الشركة مترددة في الدخول بقوة في هذا المجال الواعد.