«شحن ضخم» آيفون الهند يرسل 11.5 مليون هاتف إلى أمريكا في 4 أشهر

«شحن ضخم» آيفون الهند يرسل 11.5 مليون هاتف إلى أمريكا في 4 أشهر
«شحن ضخم» آيفون الهند يرسل 11.5 مليون هاتف إلى أمريكا في 4 أشهر

صدرت شركة آبل أعدادًا ضخمة من أجهزة آيفون من الصين والهند إلى الولايات المتحدة بين يناير وأبريل 2025، حيث بلغت الشحنات من الهند 11.5 مليون جهاز آيفون مقارنة بـ 13.2 مليون جهاز مستوردة من الصين، ولكن ما يلفت النظر هو الصعود الكبير للهند في هذا السباق، إذ تمكنت لأول مرة في أبريل من تجاوز الصين بتصدير 3.3 مليون جهاز آيفون مقارنة بـ 900 ألف جهاز فقط من الصين، مما يشير إلى تحول كبير في استراتيجية سلسلة التوريد الخاصة بشركة آبل.

نمو شحنات الآيفون من الهند بشكل ملحوظ

وفقًا لتقرير صادر عن شركة أومديا، ارتفعت شحنات أجهزة آيفون من الهند إلى الولايات المتحدة بنسبة 76% على أساس سنوي في أبريل وحده، بينما انخفضت الشحنات الواردة من الصين بنسبة مشابهة، هذا الانتقال بين الدولتين ليس مفاجئًا بالنسبة لآبل التي بدأت بالاستثمار على نحو كثيف في قطاع الإنتاج الهندي خلال فترة جائحة كورونا، مما ساعدها على تخفيف تأثير النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين واستراتيجيات التعريفات الجمركية التي أثرت سلبًا على الواردات الصينية.

تفوق الهند في سلسلة التوريد لأجهزة آيفون

منذ بدء الشركة الأمريكية استثمار جهودها في تطوير البنية التحتية التصنيعية داخل الهند أثناء فترة الجائحة، تحقق هدفها في خلق بديل قوي للصين، حيث أظهرت بيانات صادرات شهر مارس 2025 شحن 4.4 مليون وحدة من الهند، ويعتقد أنها جاءت نتيجة إجراءات استباقية لتخزين المنتجات قبل فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، وحتى مع الإعفاء لاحقًا، استمرت آبل في توجيه اهتمامها نحو تعزيز التصنيع في الهند.

فوائد الرسوم الجمركية للهند

تحتاج شركة آبل إلى مواجهة الكلفة المرتفعة للتعاريف الجمركية التي فُرضت على الواردات الصينية، إذ تخضع أجهزة آيفون المستوردة من الصين إلى رسوم إضافية تصل إلى 30%، بينما تبلغ الرسوم الجمركية على الأجهزة القادمة من الهند نحو 10%، هذا الفارق الكبير في التكاليف منح الهند فرصة اقتصادية مغرية مكنت المصنعين من تحقيق مكاسب تنافسية في الأسواق الدولية.

التحديات التي تواجهها قدرة الهند التصنيعية

على الرغم من الصعود المتسارع الذي حققته الهند في تصدير أجهزة آيفون، إلا أن خبراء الصناعة يشيرون إلى أن قدراتها الإنتاجية الحالية لا تزال بحاجة إلى تطوير لتلبية الطلب الأمريكي بشكل كامل، إذ لا يزال جزء كبير من سلسلة التوريد مرتبطًا بالصين والذي يشمل توريد قطع الغيار وتجميع الأجهزة المتقدمة مثل طرازات آيفون 16 برو، مما يشير إلى أن اكتمال تحويل سلسلة التوريد قد يستغرق حتى عام 2026.

الدوافع والتحفيزات الأمريكية والإقليمية

من جانب آخر، يدعو بعض المسؤولين الأمريكيين إلى تشكيل طاقة إنتاجية داخلية بدلاً من الاعتماد على الدول الأخرى مثل الهند أو الصين، حيث لوّح ترامب بفرض رسوم إضافية على أجهزة آيفون المستوردة وطالب بإنتاجها داخل الولايات المتحدة، بينما تحاول الصين الحد من سرعة نمو الهند من خلال تقييد سبل حصولها على المعدات المتطورة وخبرات الموارد البشرية اللازمة لتصنيع الأجهزة.

مستقبل استراتيجية آبل الانتاجية

رغم العوائق، يؤكد خبراء تقنية مثل دان آيفز أن شركة آبل لا تزال تخطط لتركيز إنتاجها في الهند، حيث يشير المحللون إلى أن إصلاح سلسلة التوريد لن يتوقف، فالهند الآن هي المحور الرئيسي لاستراتيجية الشركة الدولية في ظل الاهتمام المتزايد بتقليل الاعتماد على التصنيع الصيني وتحسين العلاقات التجارية في جنوب آسيا.