«شراكة استراتيجية».. الرئيس العليمي يعزّز علاقات اليمن مع روسيا قبل المرحلة القادمة

تحاول الجمهورية اليمنية تعزيز شراكاتها الدولية مع قوى كبرى مثل روسيا، وذلك في إطار جهودها الرامية لتحقيق الاستقرار وتطوير التعاون في مختلف القطاعات الحيوية، وقد جاء ذلك من خلال اللقاء الأخير الذي جمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، مع القائم بأعمال السفارة الروسية يفغيني كودروف، تمهيداً لزيارة مرتقبة للرئيس العليمي إلى موسكو في نهاية الشهر الجاري.

الرئيس العليمي يعزز العلاقات التاريخية بين اليمن وروسيا

أكد الرئيس رشاد العليمي خلال اللقاء مع الجانب الروسي على العلاقات التاريخية المتينة التي تجمع الجمهورية اليمنية وروسيا الاتحادية، حيث أشاد بالدعم الروسي المستمر لشرعية الحكومة اليمنية في المحافل الدولية، وناقش الطرفان مستجدات الأوضاع في اليمن، إلى جانب التحديات الإقليمية والدولية، وركز الجانبان على سبل الارتقاء بالعلاقات إلى مستويات استراتيجية في مجالات أمنية واقتصادية وتعليمية، ما يعكس توافقاً مشتركاً على تطوير الروابط الثنائية بما يصب في مصلحة البلدين.

أبعاد زيارة الرئيس العليمي لموسكو

تأتي زيارة الرئيس العليمي إلى موسكو في توقيت مهم بالنسبة لليمن، حيث يسعى لتعزيز موقع بلاده كطرف فاعل في النظام الدولي الحالي، ومن المتوقع أن تشمل المباحثات مواضيع ذات أهمية محورية مثل تعزيز استثمارات البنية التحتية، وتطوير القطاع الصحي والتعليمي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات الصناعة والطاقة، ومن ناحية أخرى، تعكس الزيارة رغبة اليمن في بناء علاقات شراكة مستدامة تمكنها من تجاوز تداعيات الصراع الداخلي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للشعب اليمني.

اليمن يسعى لتوسيع شراكاته في ظل التطورات الإقليمية

تشير التطورات الأخيرة إلى استراتيجية الحكومة اليمنية القائمة على تنويع العلاقات الدولية، سواء في الإطار الإقليمي أو العالمي، ويسعى اليمن من خلال ذلك للاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز اقتصاده الوطني وتحقيق الأمن الإنساني الشامل عبر شراكات قوية مع قوى مؤثرة مثل روسيا، هذا التوجه يصب في رؤية تحقيق استقرار طويل الأمد، وتحقيق نقلة نوعية في مستوى التعاون مع دول العالم، بما يعزز مكانة اليمن الإقليمية ويوفر دعماً سياسياً يعزز من شرعيته.

في الختام، تعكس الخطوة الدبلوماسية التي تقوم بها قيادة اليمن رغبة واضحة في ترسيخ دورها كلاعب مؤثر في المشهد السياسي والاقتصادي الدولي، ويبرز الدور الروسي كشريك استراتيجي في دعم اليمن في جهوده لبناء دولة قوية ومستقرة، ما يجعل هذه الزيارة تتجاوز أبعادها السياسية لتفتح آفاقاً أوسع نحو تحقيق أهداف مشتركة تخدم مصالح البلدين على المدى الطويل.