«شراكة استراتيجية».. السيسي يعلن من أثينا تعاوناً جديداً مع اليونان

في إعلان يعكس تطورًا استراتيجيًا مهمًا في منطقة شرق المتوسط، صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته الرسمية للعاصمة اليونانية أثينا عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة بين مصر واليونان، وذلك خلال مقابلة مع رئيس البرلمان اليوناني، كونستانتينوس تاسولاس. هذه الخطوة تأتي في إطار التعاون المشترك لتعزيز الاستقرار في شرق البحر المتوسط والسعي لتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المتزايدة.

شراكة تاريخية بين مصر واليونان

تمتد العلاقات المصرية اليونانية على مر التاريخ ولهما جذور حضارية وثقافية عريقة، وقد أشار الرئيس السيسي إلى هذه الأسس القوية التي تربط البلدين، مؤكدًا على ضرورة تعزيز هذه العلاقة وترجمتها إلى خطوات ملموسة في مختلف المجالات. التعاون الثنائي المبني على هذه الجذور الحضارية أصبح حاجة ملحة في ظل مستجدات المنطقة، وخاصة على صعيد الأمن البحري والطاقة، حيث تمثل هذه الشراكة الاستراتيجية خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف المشتركة لكل من القاهرة وأثينا.

إعلان مشترك يدعم المصالح المشتركة

صرح الرئيس السيسي أن الاتفاقية المرتقبة ستعبر عن التوجه المشترك لدفع التعاون الثنائي بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يتوقع أن يشمل الإعلان المشترك المجالات الاقتصادية والأمنية. من المنتظر توقيع الاتفاقية خلال مراسم رسمية، مما يؤكد التزام مصر واليونان بتعزيز التعاون خلال المرحلة المقبلة. هذه الخطوة تشكل استجابة استراتيجية للأزمات الحالية في شرق البحر المتوسط، مثل النزاعات الإقليمية وقضايا الأمن البحري.

محاور قادمة لتأمين شرق المتوسط

في إطار الزيارة الرسمية، تشمل المحاور القادمة لتعزيز الشراكة اجتماعًا هامًا بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. الاجتماع المرتقب من المتوقع أن يبرز آليات واضحة للتعاون في المجالات الحيوية كالطاقة والاقتصاد والدفاع. يأتي ذلك في سياق إنشاء مجلس تعاون مشترك يقوده كبار المسؤولين ويهدف لوضع خارطة طريق لدعم الاستقرار في المنطقة. الجانب الأمني والاقتصادي يحتل أهمية كبرى ضمن هذه المحادثات، خاصة مع التوترات السياسية القائمة التي تسود شرق المتوسط.

تشكل الاتفاقية مع اليونان محورًا جديدًا في خريطة التحالفات الإقليمية، إذ تبرز كإطار عمل شامل يوازن بين المصالح المشتركة ويعزز القدرات الاقتصادية والدفاعية. كما تسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي العابر للحدود في ظروف تتسم بالتعقيد السياسي والجيوسياسي. ومن المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة لكل من مصر واليونان.