شروط الأضحية في عيد الأضحى.. تعرف على الأحكام والمبطلات وأوقات الذبح الصحيحة

شروط الأضحية في عيد الأضحى هي من أبرز ما يبحث عنه المسلمون مع اقتراب أيام العيد، وذلك للاجتهاد في أداء هذه العبادة بشكل صحيح ومتقن، موافقًا لأحكام الشريعة الإسلامية التي وضعها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فالالتزام بشروط الأضحية يساعد على قبولها ويزيد الأجر المقرب إلى الله عز وجل، إذ تبدأ الرحلة مع رؤية هلال ذو الحجة وتمسك المسلم عن قص الشعر والأظافر، تيمناً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يعكس قدسية وحرمة هذه العبادة.

مواصفات وشروط الأضحية في عيد الأضحى وفق الشريعة الإسلامية

شروط الأضحية في عيد الأضحى تنطلق أولاً من نوع الحيوان، إذ يجب أن تكون من بهائم الأنعام التي شرعها الإسلام مثل الإبل، البقر، والغنم سواء الضأن أو المعز. قال تعالى: “ولكل أمة جعلنا منسكًا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام” (الحج: 34)، مؤكدًا أهمية الأضحية كوسيلة للتقرب إلى الله. كما ينبغي أن تبلغ الأضحية السن المحددة شرعًا، فالضأن يجب أن يكون جذعة أي عمره حوالي السنة، أما الإبل والجمال والبقر فيجب أن تكون ثنية، وهذا ما بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”. بالإضافة إلى ذلك، يشترط في شروط الأضحية في عيد الأضحى أن يكون الحيوان خاليًا من العيوب التي تُبطل الأضحية مثل العمى، العجز، أو الإصابة بأمراض خطيرة؛ كما يجب أن يمتلكه صاحب الذبح ولا يكون مسروقًا أو مغصوبًا، كذلك لا يصح أن تكون الأضحية مرهونة بحق الغير، إذ لا يقبل التقرب إلى الله بعمل محرّم.

توقيت الذبح الصحيح لشروط الأضحية في عيد الأضحى وأثره على صحتها

يتعلق توقيت الذبح بأحد أهم شروط الأضحية في عيد الأضحى، حيث يبدأ بعد صلاة العيد في يوم النحر، أول أيام شهر ذي الحجة، ويستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة؛ وهو آخر أيام التشريق. فلا تصح الأضحية التي ذُبحت قبل دخول وقت الذبح الشرعي ولا التي تذبح بعد انتهاء هذا الوقت، وذلك لما في الالتزام بالوقت من أثر مباشر على صحة الأضحية وقبولها عند الله. ويُعتبر التزام الذبح ضمن هذا الإطار الزمني أحد أعمدة شروط الأضحية في عيد الأضحى التي تحدّد صحة العمل الشرعي.

كيفية تقسيم وتوزيع الأضحية بما يتوافق مع شروط الأضحية في عيد الأضحى

تساعد معرفة شروط الأضحية في عيد الأضحى على تقسيم وتوزيع لحومها بشكل شرعي وسليم، إذ يُستحب تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء متساوية: جزء يُخصص للفقراء والمحتاجين، وجزء للأقارب والأصدقاء، وجزء للعائلة الخاصة بصاحب الأضحية. ومن الأفضل أن يتولى صاحب الأضحية بنفسه التوزيع لضمان وصولها للمستحقين، ولتأكيد قيمة هذه العبادة في خدمة المجتمع. كما يُنصح بتقطيع لحوم الأضحية إلى قطع صغيرة لتسهيل عملية التوزيع والاحتفاظ بحقوق الجميع بشكل يتوافق مع شروط الأضحية في عيد الأضحى.

الموانع التي تبطل الأضحية ضمن شروط الأضحية في عيد الأضحى

تتضمن شروط الأضحية في عيد الأضحى مجموعة من الموانع التي إذا وجدت في الحيوان تُبطل الأضحية، مما يعني عدم قبولها شرعًا، ومنها:

• أن يكون الحيوان عميانًا بمعنى فاقدًا للبصر
• أن يكون مبشومًا أي مصابًا بامتلاء أو تخمة خطيرة
• إذا كانت ولادته تعسرت وما زال الخطر قائمًا عليه
• تعرض الحيوان لإصابات قاتلة مثل الخنق أو السقوط من علو ولم يشفى منها
• العجز الكلي عن المشي نتيجة لبتر الأرجل أو عاهة دائمة

وامتثال هذه الشروط يضمن سلامة الأضحية وصحتها كعبادة مقبولة.

الآداب والشروط اللازم اتباعها عند ذبح الأضحية

تُرتبط شروط الأضحية في عيد الأضحى بحسن التعامل مع الحيوان أثناء الذبح واحترام السنة الشرعية، حيث يجب التأكد أولاً من سلامة الأضحية وخلوها من العيوب المذكورة سابقًا، كما يستحب استقبال القبلة عند الذبح ووضع الحيوان على جنبه. ويُقال أثناء الذبح: “بسم الله الله أكبر” تعبيرًا عن التكبير وذكر اسم الله، ويُراعى الترفق بالحيوان بعدم تعذيبه أو سحبه من مكان لآخر. يُمنع ظهور آلة الذبح أمام الحيوان حتى لا يرهق، كما لا يجوز ذبح أكثر من أضحية في نفس الوقت أمام بعضها لتجنب الإرباك. كما يجب التأكد من خروج النفس تمامًا قبل البدء بسلخ الجلد والتزام المكان المخصص للذبح حفاظًا على الطهارة، وأيضًا يُحظر إعطاء الجزار أجره من لحوم الأضحية حفاظًا على ثواب العمل.

تُعَد شروط الأضحية في عيد الأضحى من الأسس التي تحقق التعبّد والسلوك القويم للمسلم، بما يتوافق وحرمة وفضل هذه الشعيرة العظيمة في الإسلام، ويؤدي الالتزام بها إلى شخصية فاضلة تعزز البركة والتقوى، مشرّعًا طريقًا للتقرب إلى الله عز وجل بأحب الأعمال وأقربها إليه.