«شعرة معاوية» الخارجية اليمنية تؤكد التمسك بالدبلوماسية لحل الأزمات

في ظل الأزمة المستعصية التي تعصف باليمن منذ انقلاب الحوثي، تعد وزارة الخارجية اليمنية العنصر الأساسي الذي يحمل على عاتقه إبراز دور الدولة سياسيًا ودبلوماسيًا، لكنها مرت بفترات عصيبة هيمنت عليها المحسوبية والتوظيف العشوائي، ما أدى إلى تراجع كبير في أدائها وانعدام البوصلة، إلا أن جهود الإصلاح الحالية تقدم بصيص أمل نحو استعادة دورها الحيوي في الساحة الدولية.

وزارة الخارجية اليمنية بين الخلل والإصلاح

كانت وزارة الخارجية اليمنية فيما مضى بؤرة للمحاباة ووسيلة لتمكين أشخاص غير مؤهلين ينتمون إلى دوائر النفوذ، وأدى ذلك إلى غياب التفاعل السياسي الحقيقي وتراكم الفساد لفترات طويلة، إذ فقدت الوزارة مكانتها وتعرضت لتحولات جعلتها عاجزة عن استثمار الدور الإقليمي والدولي للدولة اليمنية، لكن الوضع بدأ بالتبدل مؤخرًا مع تولي الوزير الحالي مهامه، حيث حمل معه رؤية مختلفة للإصلاح الجذري وإعادة تصحيح الوضع المتدهور داخل الوزارة، وهو ما بدأ يثمر عن حراك داخلي يعيد الأمل في استعادة الأداء الفاعل.

التحديات التي تواجه مسار إصلاح وزارة الخارجية اليمنية

رغم الجهود المبذولة في تحديث وزارة الخارجية اليمنية، لا تزال التحديات كبيرة ومتعددة، أهمها الحروب المستمرة التي تعيق استقرار المؤسسات الحكومية، إضافة إلى ممارسات الفساد التي تغلغلت لعقود مضت، وتقف المحسوبية كأحد أبرز العوائق أمام تحقيق رؤية شاملة لتحديث العمل الدبلوماسي، علاوة على ذلك، يتسبب غياب الكفاءات المؤهلة داخل بعض السفارات في صعوبة إيصال صوت الدولة بالشكل المطلوب، ومع ذلك فإن الإجراءات الأخيرة التي ينفذها الوزير الحالي، وبدعم واضح من القيادة السياسية، تبشر ببدء مسار جديد يتسم بالشفافية والتنظيم.

أهمية إصلاح وزارة الخارجية اليمنية لاستعادة هيبة الدولة

إصلاح وزارة الخارجية اليمنية يمثل ركيزة أساسية لاستعادة الهيبة والمكانة الإقليمية والدولية للدولة اليمنية، فالدبلوماسية الناجحة قادرة على اجتذاب الدعم الدولي وتعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية، وهو أمر تحتاج إليه اليمن بمنتهى الضرورة في ظل الأوضاع الحالية، من المهم أن تنجح الوزارة في إنهاء الممارسات العشوائية داخلها، وتوجيه الجهود نحو بناء مؤسسة قائمة على الكفاءة والمهنية، حيث أن نجاح وزارة الخارجية سوف يسهم في إحداث تنافس إداري وإصلاحي بين بقية الوزارات، فضلاً عن كونه رسالة إلى الداخل والخارج بأن اليمن قادمة نحو تغيير حقيقي.