شمس البارودي تدهش الجميع بقرار الاعتزال بعد بلوغ قمة النجومية الفنية – ماذا حدث؟

شمس البارودي.. قصة الفنانة المصرية التي جمعت بين الشهرة والاعتزال بقناعة تامة

تستعرض رحلة شمس البارودي واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية عبر تاريخها، حيث تميزت بأدوار جريئة كانت محور اهتمام الجمهور والنقاد، قبل أن تتخذ قرار الاعتزال في ذروة شهرتها، متجهة نحو حياة جديدة تمزج بين الالتزام الديني والتركيز على العائلة. لا تزال الكلمة المفتاحية “رحلة الاعتزال لشمس البارودي” تتردد بقوة بين محركات البحث، لما تمثله من قصة تحول فريدة في عالم الفن.

رحلة الاعتزال لشمس البارودي: بداية موهبة استثنائية

وُلدت شمس الملوك جميل البارودي في 4 أكتوبر 1945 لأب سوري وأم مصرية، وبدأت مسيرتها الفنية مع التحاقها بالمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، لكنها لم تستكمل الدراسة بسبب انفتاح آفاق السينما الواسعة أمامها. جذبت الجمهور بجمالها اللافت وحضورها القوي، وكانت وجهًا مطلوبًا لأدوار الفتاة الجريئة التي اشتهرت بها في الستينيات والسبعينيات، لدرجة أنها أصبحت رمزًا لأفلام الإغراء في تلك الحقبة.

أبرز أعمال شمس البارودي وتأثيرها في السينما المصرية

قدمت شمس البارودي باقة من الأفلام التي أثارت جدلاً واسعًا وأثبتت موهبتها المتنوعة، حيث تجاوز رصيدها أكثر من 50 فيلمًا تنوعت بين الجريئة والرومانسية، مثل “حمام الملاطيلي” (1973)، الذي يعد من أشهر وأبرز أعمالها المثيرة للجدل، وكذلك أفلام أخرى مثل “امرأة سيئة السمعة” و”المذنبون” و”شياطين إلى الأبد” و”الراجل اللي باع الشمس” و”العنيد” و”المرأة التي غلبت الشيطان”. تعاونت خلال مسيرتها مع كبار نجوم زمنها مثل حسن يوسف، رشدي أباظة، فريد شوقي، ومحمود المليجي، ما عزز مكانتها في العالم الفني وأوصلها إلى ذروة الشهرة.

رحلة الاعتزال لشمس البارودي والتحول الروحي الدائم بعد الفن

في عام 1982، أعلنت شمس البارودي قرار اعتزالها التمثيل نهائيًا بعد عودتها من أداء العمرة، حيث وصفت تجربتها بأنها كانت بمثابة “ولادة جديدة”، مما دفعها إلى الابتعاد عن الفن والتفرغ لحياة أكثر روحانية وتدينًا. تحدثت في عدة مقابلات عن شعورها بالذنب تجاه بعض أدوارها السابقة، وأكدت أن الاعتزال جاء نتيجة صراع داخلي واستياء نفسي رغم شعبيتها الكبيرة. بعد الاعتزال، ارتدت الحجاب وابتعدت عن الساحة الفنية والإعلامية، رافضة حتى إعادة عرض أفلامها القديمة، مما يعكس مدى تمسكها بقناعتها الجديدة.

اهتمت شمس البارودي بعد هذا التحول بتربية أبنائها والتفرغ للعبادة، ورغم محاولات الإعلام لاستضافتها، فضّلت الحذر والخصوصية، مما أكسبها احترامًا وتقديرًا كرمز للفنانة التي اختارت طريق التغيير والإيمان بإرادتها المطلق.

الأعمال الفنية نوع العمل السنة
حمام الملاطيلي فيلم جرئ 1973
امرأة سيئة السمعة رومانسي ودرامي متنوع
المذنبون جريء متنوع
شياطين إلى الأبد درامي متنوع
الراجل اللي باع الشمس رومانسي متنوع

إلى جانب مشوارها الفني، فقد شكل زواج شمس البارودي من الفنان حسن يوسف علامة فارقة في حياتها؛ إذ بدأ هذا الزواج في أوائل السبعينيات بعد قصة حب نشأت بينهما خلال العمل، وما زال قائمًا حتى اليوم، حيث شكّل سندًا قويًا لها في قرار الابتعاد عن الفن ومشاركتها رحلة التحول الروحي. أنجبا أربعة أبناء، بينهم عبد الله حسن يوسف الذي سار على درب التمثيل، معبرًا عن استمرارية العائلة في المجال الفني.

شمس البارودي لا تنكر أهمية الفن كجزء من حياة الناس، لكنها ترى أن الفن السليم يجب أن يبتعد عن الإثارة والمشاهد الجريئة التي تركز على جذب الجمهور فقط، مؤكدة أن لكل شخص حرية اختيار طريقه بما يرضي قلبه ونقاء نيته دون مهاجمة الآخرين.

تجسد قصة شمس البارودي واحدة من أكثر المسارات إثارة في تاريخ السينما المصرية؛ فبعد أن كانت رمزًا للشهرة والجرأة، اختارت الاعتزال والالتزام الديني بقناعة نادرة، مما جعلها نموذجًا مميزًا للفنانة التي بحثت عن الذات والسلام الداخلي، ولا يزال اسمها محفورًا في ذاكرة الجمهور وعالم الفن حتى يومنا هذا.