شهب البرشاويات تضيء سماء أغسطس في 12 و13 مع اكتمال القمر والأوج.. تعرف على مواعيد ارتفاع المد والجزر

يقترب القمر من منطقة الأوج في مدار الأرض حوله يوم أول أغسطس، حيث تصل المسافة بينهما إلى حوالي 404,200 كم، وهي أبعد نقطة يبتعد فيها القمر عن الأرض، ما يؤدي إلى انخفاض بسيط في شدة ظاهرة المد والجزر وظهور قرص القمر بحجم أقل إذا كان مكتملًا بدراً في هذه الفترة. في هذا اليوم، يظهر القمر في طور التربيع الأول، حيث يضيء نصف قرصه فقط بنسبة تقارب 50% ويكون في منتصف السماء عند غروب الشمس، مع انخفاض واضح في نشاط المد والجزر مقارنة بالأوقات الأخرى.

ظاهرة اقتران القمر وأنتاريس وتأثيرها على المشاهد السماوية

بعد غروب شمس 3 أغسطس، يظهر القمر مقترنًا مع النجم العملاق أنتاريس، ألمع نجوم برج العقرب، ويمكن ملاحظة هذا الاقتران بالعين المجردة حتى حوالي الساعة 1:10 بعد منتصف الليل، قبل أن يبدأ بالاختفاء مع شروق الأفق الشرقي. نجم أنتاريس أحمر اللون، وزنه يفوق وزن الشمس بما يعادل عشرة أضعاف، ويبعد عن الأرض نحو 600 سنة ضوئية. من جهة أخرى، يكتمل بدر شهر صفر في 9 أغسطس، حيث يصبح القمر في حالة تقابل مع الشمس؛ فيشرق القمر مباشرة مع غروب الشمس ويبقى في السماء طوال الليل، ويبرز بأكمل صورته مستديرة بنسبة لمعان 100%، بينما يظل يظهر بدراً مرئيًا لمدة ثلاثة أيام تقريبًا بسبب الطريقة التي تلتقط بها العين المجردة اكتماله.

أبرز أحداث الاقترانات الكوكبية مع القمر خلال أغسطس وتأثيراتها البصرية

في 12 أغسطس، تتم ملاحظة اقتران القمر مع كوكب زحل، وهو مشهد مشاهدة العين المجردة طوال الليل حتى ضوء الشفق الصباحي. بالإضافة إلى ذلك، يشهد صباح نفس اليوم اقتران ألمع كوكبين في المجموعة الشمسية؛ كوكب الزهرة والمشتري، حيث يشرقان متجاورين حوالي الساعة 4:30 صباحًا، ويوفّران منظرًا سماويًا رائعًا قبل شروق الشمس. هذا الاقتران الذي يسمى بالاقتران العظيم يحدث خلال فترة تتراوح من 8 إلى 16 أغسطس، حيث يقترب الكوكبان ثم يتبادلان أماكنهما في السماء بعد ذروة الاقتران. يتزامن هذا مع وقوع القمر في مرحلة الحضيض يوم 14 أغسطس، وهي أقرب نقطة له إلى الأرض (حوالي 369,300 كم)، يزيد فيها حجم قرص القمر عند اكتماله وتزداد قوة تأثير المد والجزر قليلاً.

زخة شهب البرشاويات ومشاهد اقترانات القمر مع الحشود النجمية خلال النصف الثاني من أغسطس

تُعتبر زخة شهب البرشاويات أحد أهم الأحداث الفلكية التي تعبر السماء بين 12 و13 أغسطس، حيث تصل كثافة الشهب إلى 60 شهابًا في الساعة عند الذروة، وهي نتاج دخول بقايا مذنب Swift-Tuttle، التي تستمر بين 17 يوليو و24 أغسطس. يُنصح بمراقبة هذه الزخات من أماكن مظلمة وبسماء صافية بعيدًا عن أضواء المدن. في 16 أغسطس، يظهر القمر في طور التربيع الثاني، مسلطًا ضوءًا على نصف قرصه الأيمن بنسبة لمعان 50%، ويشرق مقترنًا مع الثريا (Pleiades) في برج الثور، وهو أحد أجمل وألمع الحشود النجمية المفتوحة على بُعد 440 سنة ضوئية ويُعرف بأخواته السبع التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة. بعد ذلك، في 19 أغسطس، يشهد المحترفون اقتران عطارد مع حشد خلية النحل في برج السرطان، وهو حشد عمره حوالى 600 مليون سنة ويحتاج إلى استخدام تلسكوب صغير لرصده بسبب خفّته في السماء.

كما يصل عطارد إلى أقصى استطالة غربية له يوم 19 أغسطس عند حوالي 18.6 درجة من الشمس، وهو الوقت الأمثل لرصده قبل شروق الشمس بحيث يبقى مرئيًا حتى ضوء الشفق الصباحي يختفي به. وفي 20 أغسطس، يشهد الفلكيون اقترانًا فريدًا يجمع القمر مع المشتري والزهرة، حيث تشرق الأجسام السماوية الثلاثة متجاورة في السماء الشرقية حوالي الساعة 3:20 صباحًا، ويُعتبر هذا المشهد من أجمل الأحداث السماوية التي يمكن رصدها بالعين المجردة. يلي ذلك في 21 أغسطس، اقتران آخر للقمر مع حشد خلية النحل ثم عطارد، وهما يظهران خلال ساعات الصباح المبكرة، مما يتيح فرصة مميزة للرصد باستخدام أدوات مكبرة.

يجدر بالذكر أيضًا اقتران القمر مع كوكب المريخ يوم 26 أغسطس في السماء الغربية بعد غروب الشمس، بالإضافة إلى اقترانه مع نجم سبيكا في برج العذراء يوم 27 أغسطس، وهو نجم عملاق حجمه يضاهي ثمانِ أضعاف الشمس ويبعد بحوالي 260 سنة ضوئية. أخيرًا، يعود القمر إلى منطقة الأوج مرة أخرى بنهاية شهر أغسطس عند مسافة 404,600 كم تقريبًا، ممّا يؤدي إلى انخفاض بسيط في حجم قرصه وشدة المد والجزر، ويظهر مجددًا في طور التربيع الأول مع ضوء نصف قرصه باتجاه الغرب عند غروب الشمس.