«صاروخ حوثي» يعطل حركة الهبوط في مطار «بن» ويثير حالة طوارئ

أثار إطلاق صاروخ حوثي من اليمن استهدف إسرائيل جدلًا واسعًا بعد أن تسبب في توقف عمليات الهبوط وتأخر رحلات الطيران في مطار بن غوريون، وقد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض الصاروخ من قبل جيش الاحتلال الذي أطلق صفارات الإنذار في وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط استمرار الهجمات الحوثية كجزء من الدعم المعلن لصالح الفلسطينيين في غزة.

صاروخ حوثي يعطل حركة الطيران في مطار بن غوريون

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن صاروخًا أطلق من اليمن تسبب، صباح الخميس، في تعطيل الهبوط والطيران بمطار بن غوريون، وقد أكدت القناة 12 الإسرائيلية نجاح منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ قبل وصوله إلى الهدف، فيما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحادث أدى إلى حدوث تأخير ملموس في حركة الطيران وإثارة القلق بين المصالح الإسرائيلية، يأتي ذلك في ظل تصعيد التوترات الإقليمية والتدخلات المستمرة.

الهجوم الحوثي هذا يأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي أعلن الحوثيون عن قيامهم بها دعماً للقضية الفلسطينية في غزة، حيث قدّموا هذه التحركات على أنها جزء من “التضامن العسكري”، وهو ما أثار ردودًا عنيفة من الجانب الإسرائيلي الذي لم يكتفِ بإجراءات الردع الجوي بل لجأ إلى تنفيذ غارات جوية واسعة النطاق على منشآت مدنية في المنطقة؛ بالرغم من إعلان الحوثيين إنهاء الهجمات على السفن الأميركية.

التداعيات الإقليمية لاستمرار الهجمات الحوثية على إسرائيل

يأتي التصعيد الحالي في ظل احتدام التوتر الإقليمي الذي تلعب فيه جماعة الحوثيين دورًا محوريًا، فقد باتت الهجمات الحوثية تمثل تحديًا بارزًا لإسرائيل نظرًا لما تثيره من قلق على مستوى الأمن الداخلي، كما أن هذه التطورات تُعتبر بمثابة مؤشرات واضحة على امتداد أبعاد الأزمة الفلسطينية خارجياً إلى نطاقات إقليمية وخارجية أوسع، مما يعزز دور الأطراف غير الدولانية في التصعيد العسكري الراهن.

من جانبها، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ إجراءات رد فعلية واسعة، حيث جدد ضرباته على أهداف بمنشآت مدنية حوثية إمعانًا في توجيه رسائل عسكرية رادعة، مستهدفًا ما يعتبره تقويض قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات مشابهة مستقبلاً بينما يرى مراقبون أن تلك النقطة تحديدًا تفتح مساحات جديدة للصراع في الخليج واليمن اللذين باتا محورين متداخلين في المشهد الأمني الإقليمي.

لماذا يستهدف الحوثيون إسرائيل؟

لا يمكن فهم أبعاد استهداف الحوثيين لإسرائيل بمعزل عن إعلانهم المتكرر التضامن مع الفلسطينيين في غزة؛ كونهم يرون ذلك جزءًا من دور إقليمي تمتد جذوره إلى التحالفات الاستراتيجية مع بعض الأطراف الإقليمية، إذ تستخدم الجماعة الهجمات الصاروخية كوسيلة لإرسال رسالة سياسية قوية مفادها أن أبعاد الأزمة الفلسطينية تتجاوز الحدود الجغرافية لتصل إلى أدوار دولية متشابكة.

في هذا السياق، يواجه الحوثيون انتقادات واسعة بسبب التداعيات الإنسانية لتلك الهجمات، بما في ذلك تعريض حياة المدنيين للخطر، وتعريض البيئة الإقليمية لضغوط اقتصادية جديدة، خاصة مع الهجمات التي سبق وأعلنت فيها الجماعة استهداف السفن التجارية والنفطية، هذا التصعيد قد يغذي الفوضى الأمنية ويزيد من تعقيدات الأزمات السياسية في المنطقة؛ مع احتمالية استمرار تمدد التصعيد العسكري من قبل كافة الأطراف المتصارعة.