«صاعقة مفاجئة» سعر عملة البيتكوين يكسر حاجز 120 ألف دولارًا لأول مرة

عملة البيتكوين كسرت حاجز 120 ألف دولارًا لأول مرة في تاريخها، لتسجل ارتفاعًا تاريخيًا يحفّز كثيرًا من الحديث حول مستقبل العملات الرقمية وتأثيرها على الأسواق العالمية، حيث اجتذبت هذه القفزة انتباه المستثمرين والمؤسسات المالية وسط توقعات بتحولات تنظيمية داخل الولايات المتحدة تدعم هذا الصعود.

كيف تمكن سعر عملة البيتكوين من تحقيق هذا الارتفاع؟

سعر عملة البيتكوين تجاوز 120 ألف دولار نتيجة عدة عوامل مجتمعة، أبرزها إعلان مجلس النواب الأمريكي حول مناقشة مشروعات قوانين تهدف إلى تنظيم سوق العملات الرقمية بشكل موحّد على المستوى الفيدرالي، وهو ما خلق جوًا من الثقة وأعاد الزخم لسوق العملات المشفرة، خصوصًا أنها كانت في انتظار إطار تنظيمي واضح منذ سنوات، إضافة إلى توقعات المستثمرين بدخول مؤسسات مالية أكبر إلى السوق لتعزيز سيولة البيتكوين.

من ناحية أخرى، لم يكن هذا الارتفاع مفاجئًا تمامًا، لأن عملة البيتكوين بدأت عام 2025 بسعر يقل عن 95,000 دولار، مما يشير إلى زيادة تدريجية حتى وصلت إلى هذا الرقم القياسي الجديد والذي يُعتبر أكبر قفزة منذ إطلاق هذه العملة، وهذا الأمر من شأنه تحفيز المتداولين على شراء المزيد من العملات الفضية والذهبية الرقمية، مما زاد من السحب النقدي وأعطى قوة دفع إضافية للسوق الرقمية بأكمله.

تأثير سعر عملة البيتكوين على باقي العملات الرقمية

ليس الارتفاع في سعر عملة البيتكوين فقط، بل امتد التفاعل إلى عملات رقمية أخرى مثل الإيثيريوم والريبل واللايتكوين، والتي شهدت أيضًا زيادات كبيرة تراوحت بين 5% و15% خلال الأيام الماضية، حيث عززت هذه الزيادات من شعور المستثمرين بأن السوق الرقمية تشهد فترة صحوة تزامنًا مع التقلبات الاقتصادية العالمية.

السياق التجاري الأميركي الصيني الحالي، والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على واردات تكنولوجية، أدت إلى توجه بعض المستثمرين نحو العملات الرقمية باعتبارها ملاذًا آمنًا وأداة للتحوط من المخاطر التي صاحبت التقلبات الاقتصادية، وهذا ما ساهم في تنشيط الطلب على عملة البيتكوين بشكل خاص وسط تشكيلة أوسع من الأوراق المالية الرقمية، مع تزايد عدد المستثمرين الذي يبحثون عن تنويع محافظهم الاستثمارية بعيدًا عن الأصول التقليدية.

هل سعر عملة البيتكوين محفوفٌ بالمخاطر؟ وجهة نظر الخبير الاقتصادي

أوضح الخبير الاقتصادي أشرف غراب أن العملات المشفرة، وعلى رأسها عملة البيتكوين، رغم شعبيتها الكبيرة، إلا أنها تحمل مخاطر عالية بسبب تقلبها الشديد، مع قلة التنظيم المركزي لها، ما يجعلها عرضة للاختراقات والسرقات، خصوصًا مع غياب أنظمة أمان متقدمة تحمي الأصول الرقمية لملاكها.

شرح غراب أن الحفاظ على هذه العملة الرقمية يتطلب إدارة دقيقة للمحافظ الرقمية، وأن امتلاك البيتكوين لا يعني وجود نقد ملموس بقدر ما يعني وجود مفتاح رقمي يمكن استخدامه لتحويل الملكية من شخص لآخر، مما يجعل هذه العملات عرضة للنصب والاحتيال، خصوصًا من خلال منصات تداول غير موثوقة أو حتى من خلال تطبيقات زائفة تعمل على جلب المستثمرين الجدد بسرقة أموالهم.

وفي مجال الاستثمار، حدد الخبير خطوات واضحة لشراء العملات المشفرة بنجاح، والتي تبدأ باختيار منصة أو بورصة موثوقة، ثم ولإتمام عمليات الشراء يتم تمويل الحساب باستخدام العملات التقليدية عبر وسائل الدفع المختلفة مثل بطاقات الخصم أو الائتمان، مع ضرورة التنويه إلى أن العملية تحتاج إلى وعي ومعرفة كافية لتجنب الوقوع في مصائد الاحتيال المنتشرة على الشبكة.

• اختيار منصة تداول موثوقة ومراجعة تقييمات المستخدمين
• تمويل الحساب من خلال وسائل دفع رسمية ومعروفة
• اتباع قواعد الأمان الشخصية وعدم مشاركة المفاتيح الرقمية
• مراقبة السوق بانتظام لتجنب تقلبات غير متوقعة
• تجنب الاندفاع للاستثمار بسبب عروض مشبوهة أو وعود أرباح خرافية

تتسلط الأضواء اليوم على سعر عملة البيتكوين وتأثيره على السوق الرقمية ككل، مع وعي أكبر من قبل المستثمرين بأهمية المتابعة الدقيقة، والتمييز بين الفرص الحقيقية والمخاطر المحتملة، حفاظًا على الاستثمارات الرقمية وحماية رأس المال من التقلبات الحادة التي قد تحدث ضمن عالم العملات المشفرة المتغير باستمرار، وهذا يتطلب فهمًا جيدًا والتزامًا بمحاذير السوق الرقمية وتحديثات التشريعات والتنظيمات الجديدة.