«صدمة كبرى».. أسعار الذهب تتراجع بقوة وتسجل أدنى مستوى في 6 أشهر

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا بنسبة تقريبية بلغت 10% من أعلى مستوياتها التاريخية التي وصلت إلى 3500 دولار للأونصة في شهر أبريل، وقد جاء هذا التراجع نتيجة تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أسهم في الحد من زخم الطلب على هذا المعدن النفيس، الأمر الذي انعكس سلبًا على مستويات الأسعار في الأسواق العالمية.

تأثير التوترات العالمية على أسعار الذهب

استقرت أسعار الذهب في السوق الفورية عند مستوى حوالي 3180 دولارًا للأونصة خلال يوم الجمعة، وهو ما سجل أسوأ أداء أسبوعي له على مدار الأشهر الستة الماضية وفق تقارير وكالة «رويترز»، وقد تأثرت هذه التراجعات بالإعلان عن تهدئة مؤقتة للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ ساهم الاتفاق على تخفيف الرسوم الجمركية في تعزيز توجهات المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر كبديل عن الأصول الآمنة مثل الذهب، مما أدى إلى تصاعد شهية المخاطرة وتراجع الطلب على المعدن.

إلى جانب ذلك، شهد الدولار الأمريكي دعمًا إضافيًا بفضل ارتفاع مؤشره، مع زيادة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات، مما زاد من الضغط على الذهب من خلال جعله أقل جاذبية للمستثمرين الباحثين عن ملاذ استثماري آمن في ظل قوة الدولار.

الأوضاع الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب

شهدت الأجواء السياسية العالمية بعض التطورات الإيجابية التي أثرت أيضًا على أسعار الذهب، فقد أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مما ساهم في تهدئة المخاوف السياسية والجيوسياسية العالمية، وقد تُرجم هذا التحسن مباشرةً إلى انخفاض في الطلب على الذهب باعتباره وسيلة لحماية الثروات وقت الأزمات.

وفي هذا السياق، أشار ريكاردو إيفانجليستا، كبير محللي «أكتيف تريدز»، إلى انخفاض واضح في مستويات التوترات السياسية والتجارية، والتي كانت تؤثر على الأسواق بشكل كبير، مما دفع المستثمرين للتخلي عن الذهب كملاذ آمن والانتقال للاستثمار في الأصول ذات العوائد المرتفعة.

مستقبل أسعار الذهب في ظل تقلبات الأسواق

على الرغم من هذا الانخفاض الأخير، يظل مستوى عدم اليقين بشأن أسعار الذهب مرتفعًا جدًا، خصوصًا مع المستقبل غير الواضح للاقتصاد العالمي والسياسات المالية، فقد صعد الذهب إلى أعلى سعر تاريخي له خلال أبريل بمعدل 3500 دولار للأونصة، مسجلًا زيادة كبرى بنسبة تفوق 21% لهذا العام؛ لكنه عاد ليتراجع بعد تلك القفزة التاريخية

ولكن لا يمكن الجزم ببلوغ الذهب ذروته بعد، إذ يستمد هذا المعدن النفيس جاذبيته بالأساس من تحوله إلى ملاذ استثماري آمن خلال الأزمات، ومع الأخذ في الاعتبار إمكانية عودة أي توترات اقتصادية أو سياسية جديدة، فإن هذا المرشح يبقى قويًا للصعود مجددًا بأسواق المال العالمية.