«صدى النداء» تردي الأوضاع الخدمية في مناطق ساحلية بمدينة المخا يؤثر على السكان

«صدى النداء» تردي الأوضاع الخدمية في مناطق ساحلية بمدينة المخا يؤثر على السكان
«صدى النداء» تردي الأوضاع الخدمية في مناطق ساحلية بمدينة المخا يؤثر على السكان

مدينة المخا… قد تسمع الكثير عن صورها الساحرة وتاريخها العريق، لكنها تعاني من واقع مختلف تمامًا يشعر به سكانها وزوارها يوميًا، خصوصًا في المناطق الساحلية التابعة للمدينة التي تواجه تحديات كبيرة في الخدمات الأساسية، حيث يشتكي المواطنون من تردي الأوضاع المعيشية وعدم توفر الحد الأدنى من مقومات الراحة.

واقع مدينة المخا وخدماتها المتدهورة

لا يمكن الحديث عن مدينة المخا دون أن نُلقي نظرة حقيقية على خدماتها التي تعاني من نقص حاد في البنية التحتية، فالأحياء الساحلية تعرف تردٍ ملحوظ في الخدمات، وخاصة مناطق العشش أو المباني المؤجرة التي يُفترض أنها توفر مأوى للزوار وأبناء المدينة، لكنها في الواقع لا تَضم أدنى وسائل الراحة كالتي يستحقها السكان، فعدم وجود مكيفات وهواء بارد، وانقطاع مستمر للكهرباء، والغياب التام لدورات المياه يُفقد هذه المنازل قيمتها ويجعلها مجرد مخازن لا أكثر.

يشير أحد القاطنين إلى أن الإيجارات تصل إلى 15 ألف ريال رغم عدم توافر أبسط مقومات الحياة داخل هذه العشش، ويُضيف أن التعامل مع هذه الحقيقة المؤلمة أمر متعب، خصوصًا أن صور المدينة الجذابة على وسائل التواصل الاجتماعي تخلق وعودًا وهمية لا تمت للواقع بأي صلة، وهذا هو السبب الرئيسي وراء استياء السكان الذين يتمنون أن تعكس الصورة الخارجة عن المخا قيمتها الحقيقية.

لماذا تبرز مدينة المخا في وسائل التواصل الاجتماعي بصورة غير واقعية؟

مدينة المخا عبر منصات التواصل الاجتماعي حازت على شعبية واسعة جراء تراثها التاريخي وموقعها الساحلي، وهذا جعلها محط أنظار الكثيرين الذين لا يعرفون عمق المشكلة التي تحملها بعض أحيائها، وهو ما يزيد المشهد تعقيدًا لأن الترويج يركز على الجانب الجمالي فقط، متجاهلًا التحديات التي يواجهها السكان في حياتهم اليومية.

هذا الترويج المغلوط قد يضر بالمدينة أكثر مما ينفع، إذ يرفع من توقعات الزائرين دون تقديم الدعم الكافي لتلبية هذه التطلعات، ويمكن أن نلخص أسباب هذا التناقض في النقاط التالية:

  • عدم وجود تنسيق حقيقي بين الجهات المختصة لتطوير الخدمات.
  • الاهتمام بالأمور الدعائية على حساب الاحتياجات الفعلية للسكان.

خطوات لتحسين الوضع الخدمي والمعيشي في مدينة المخا

لا شك بأن تحسين أوضاع مدينة المخا يتطلب عملًا منسقًا بين الجهات الحكومية، المجتمع المحلي، والفعاليات التنموية التي تهتم بالمناطق الساحلية، حيث يمكن تحقيق تقدم ملموس عبر تبني خطوات عملية، ومنها:

  • توفير وصيانة خدمات الكهرباء بشكل مستمر لضمان انسيابية الحياة اليومية.
  • تطوير البنية التحتية للعشش والمباني المؤجرة، مع ضمان توفر دورات مياه مجهزة ومناطق تهوية مناسبة.
  • تنظيم عمليات التأجير بأسعار مناسبة تواكب القدرة الشرائية للسكان والزوار.
  • إطلاق حملات توعية لتصحيح الصورة العامة وتوجيهها نحو دعم التنمية الحقيقية.
  • تشجيع المبادرات المجتمعية لتعزيز التعاون بين السكان والسلطات المحلية.

يمكن توزيع مهام تحسين الخدمات بين الجهات التالية بشكل مبسط في الجدول التالي:

الجهة المسؤولة المسؤوليات
الحكومة المحلية الإشراف على تنفيذ مشاريع البنية التحتية، تنظيم السوق العقاري، توفير الخدمات العامة
المجتمع المحلي المشاركة في مراقبة الأداء، التشجيع على التعاون المجتمعي، حماية الممتلكات العامة
القطاع الخاص الاستثمار في تحسين المساكن المؤجرة، توفير خدمات إضافية مريحة للزوار

مدينة المخا تستحق أن تعكس قيمتها التاريخية والثقافية داخليًا وخارجيًا، والحرص على تحسين أوضاعها المعيشية والخدمية ليس ترفًا بل ضرورة لاستدامة نسيجها الاجتماعي ولتقديم تجربة حقيقية ضاربة جذورها في الواقع، فالابتعاد عن التجميل الإعلامي والاهتمام بالحقيقة هو الطريق لتحقيق التوازن المطلوب الذي يرضي الجميع ويضع مدينة المخا في موقعها الصحيح.