«صراع الصواريخ».. باكستان تواجه الهند بـ”فاتح-2″ ومنظومة دفاعية متطورة

يشهد الصراع بين باكستان والهند تصعيدًا عسكريًا متزايدًا يعكس تعقيد الوضع في جنوب آسيا، حيث أدى الهجوم الباكستاني الأخير بصاروخ “فاتح-2” إلى حالة من التوتر الكبير، وجاء ذلك ردًا على ضربات هندية استهدفت قواعد عسكرية داخل باكستان، مما يشير إلى مواصلة الصراع بين الجارتين النوويتين؛ في ظل المنافسة الشرسة على توازن القوى الدفاعية والتكنولوجية الذي يشهده الإقليم.

باكستان والهند .. قوة الصواريخ الباليستية وحجم الدفاع الجوي

تعبر المواجهات الأخيرة بين باكستان والهند عن مستوى جديد من التعقيدات الاستراتيجية، حيث استهدفت باكستان العاصمة الهندية نيو دلهي بصاروخ “فاتح-2″، وهو صاروخ بعيد المدى محلي الصنع، ليبرز قدرة باكستان على استخدام الصواريخ لتحقيق الردع الاستراتيجي. وهذا التحرك جاء بعد ما وصفته إسلام أباد بـ”العدوان الليلي الهندي”، حيث استهدفت ثلاث قواعد جوية باكستانية؛ وعلى الرغم من قدرات الهند المتطورة في الدفاع الجوي، إلا أن حادثة فشل منظومة “باراك 8” في اعتراض الصاروخ أثارت جدلًا واسعًا حول كفاءتها، مما يبرز ثغرات واضحة في أنظمة الحماية الجوية الهندية.

منظومة “إس 400” والهجمات المتبادلة بين الهند وباكستان

الهجمات المتبادلة بين الهند وباكستان كشفت أيضًا عن استخدام أنظمة تسليح متقدمة في المنطقة، فقد أشارت باكستان إلى اعتراضها لصاروخ أطلقته الهند من طراز “40N6E” الذي ينتمي لمنظومة الدفاع الجوي “إس 400” الروسية التي حصلت عليها الهند حديثًا، واعتمدت باكستان في ذلك على منظومة صينية من طراز HQ-9B، والتي تعمل بصورة مشابهة لمنظومة “إس 400″، مما يعكس تعمق التعاون العسكري بين باكستان والصين، وقد تخللت هذه المرحلة هجمات موسعة بالطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة من قبل الطرفين، مما أدى إلى زيادة الضغط الجيوسياسي في منطقة جنوب آسيا.

تداعيات المواجهة العسكرية على استقرار المنطقة

تتعدد الرسائل التي تحملها هذه التطورات العسكرية بين باكستان والهند، حيث يظهر أن المواجهات تجاوزت المناوشات التقليدية إلى ضربات استراتيجية تمتد إلى العمق. وتساعد هذه الحوادث في إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، خاصة مع دخول الصين كلاعب رئيسي في الصراع عن طريق تزويد باكستان بتقنيات عسكرية متقدمة. الخطورة الحقيقية تكمن في أن امتلاك الطرفين ترسانة نووية ضخمة يضع المنطقة أمام احتمال تصاعد لا يمكن توقع تداعياته بسهولة، إلى جانب احتمالية تأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي والدولي بشكل أوسع.

إن الصراع بين باكستان والهند يُبرز أهمية مراجعة الجوانب الدفاعية وتوازن القوى في المنطقة؛ حيث يعتمد كل طرف على استراتيجيات تقنية جديدة وأسلحة متطورة لضمان الردع والدفاع؛ مما قد يحدد مستقبل التحالفات الإقليمية في جنوب آسيا لعقود قادمة.