«صفقة مثيرة» الكويت تبيع حصة في بنك أوف أميركا بقيمة 3.1 مليار دولار

الكويت تبيع حصة في بنك أوف أميركا كورب بقيمة 3.1 مليار دولار، وهي صفقة أثارت الكثير من الاهتمام في الأوساط المالية العالمية، إذ تعكس اتجاه الصندوق السيادي الكويتي في تعديل مواقعه الاستثمارية، وتتيح فرصة لفهم العوامل التي تحكم مثل هذه التحركات في أسواق الأسهم المشهورة بحساسيتها العالية

بنك أوف أميركا كورب وطبيعة الصفقة

الصفقة التي قام بها الكويت ببيع حصتها في بنك أوف أميركا كورب تم تحديد سعر السهم عند 47.95 دولار أمريكي، وهو الحد الأدنى للنطاق المعلن، ما يمثل خصماً بسيطاً يبلغ 1.5% مقارنة بسعر السهم في الإغلاق السابق الذي بلغ 48.66 دولار، وتابع المستثمرون حركة سعر الأسهم بحذر بعد صدور التقرير، إذ انخفض السعر مؤقتاً حيث هبط إلى 46.76 دولار ثم تعافى قليلاً ليصل إلى 47.21 دولار، ويُذكر أن تنفيذ الصفقة تم بالتعاون مع مؤسسة غولدمان ساكس المالية التي اختيرت لقيادة العملية، في حين أن الهيئات المعنية لم تصدر تعليقات رسمية حول الصفقة حتى الآن

لماذا تنفذ الكويت صفقة بيع في بنك أوف أميركا كورب؟

البيع الثاني في غضون أسبوع يدل على استراتيجية واضحة للصندوق السيادي الكويتي لإعادة هيكلة محفظته الاستثمارية من خلال التنويع وإدارة المخاطر، حيث تمت بيع حصة في شركة التأمين “AIA غروب” بقيمة 3.4 مليار دولار قبل أيام قليلة من البيع في بنك أوف أميركا كورب، هذه التحركات يمكن تفسيرها بعدة أسباب أبرزها:

• استغلال فرص السيولة في الأسواق العالمية لتحقيق أرباح جزئية
• إعادة توجيه الاستثمارات نحو قطاعات أو مناطق جغرافية ذات أداء مستقبلي متوقع
• تقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات القطاع المالي الأميركي في ظل ظروف اقتصادية متغيرة

ووراء هذه التحركات حسابات دقيقة تهدف إلى تحقيق أفضل عائد ممكن للصندوق في ظل ظروف السوق الحالية

مقارنة بين كبار مساهمي بنك أوف أميركا كورب

الكويت ليست وحدها في ملعب الاستثمار في بنك أوف أميركا كورب، فشهد البنك تغييرات في قائمة أكبر مساهميه، ويمكن توضيح ذلك من خلال الجدول التالي:

هذا الجدول يوضح كيف أن تحركات كبار المساهمين تؤثر على ديناميكية الأسعار وتغيير هيكل الملكية في السوق

الكويت تبيع حصة في بنك أوف أميركا كورب تستند إلى موازنة دقيقة بين التحوط وضبط المخاطر، والبيع بهذا الحجم يبعث رسالة واضحة إلى الأسواق عن نية الصندوق في مراجعة استراتيجياته بما يتوافق مع المستجدات العالمية، وبهذا الشكل يمكن للصندوق أن يواصل مشاركته في أسواق المال الكبرى مع الحرص على الحفاظ على مرونة المحفظة وإدارتها بذكاء. أسواق المال لا تتوقف أبداً عن التحرك، وعندما تتخذ جهات مهمة مثل الكويت قراراً كهذا، فإنه لابد أن يكون مبنياً على دراسة متعمقة وتخطيط محكم ينظر إلى المستقبل بعيون حذرة وواقعية