عبدالله النفيسي أثار جدلاً واسعًا عقب موقفه المفاجئ من عملية السابع من أكتوبر التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 2023، حيث عبّر النفيسي عن تحفظه الشديد حول هذه العملية، مشيرًا إلى أن القرار كان اجتهادًا فرديًا من قادة محددين داخل المقاومة دون علم القيادة السياسية لحماس، مما تسبب في تداعيات غير محسوبة أثرت على القضية الفلسطينية ونالت من موقف المقاومة.
عبدالله النفيسي وجهة نظره حول عملية السابع من أكتوبر
في مقابلة تلفزيونية مع قناة الجزيرة القطرية، بيّن عبدالله النفيسي أن عملية السابع من أكتوبر لم تكن قرارًا موحدًا من قيادة حماس، بل كانت مجهودًا فرديًا لثلاثة من قادة المقاومة وهم: السنوار، مروان العيسى، ومحمد الضيف، الذين اتخذوا القرار بعيدًا عن المشورة السياسية، ما أدى إلى تداعيات مغايرة لمصلحة الفلسطينيين، إذ رأى النفيسي أن هذا الانفراد في القرار خلق واقعًا إسرائيليًا جديدًا بمضاعفات غير متوقعة.
كما وصف النفيسي هذه الخطوة بأنها ولّدت مرارة داخل الصف الفلسطيني وأربكت الموقف السياسي، مؤكدًا أن القيادة السياسية لحماس لم تكن على علم مسبق بالعملية، وهو ما أعطى انطباعات بأن المقاومة باتت مشتتة وغير متكاملة في قراراتها، مما ينعكس سلبًا على القضية الفلسطينية برمتها.
تفاعل واسع مع تصريحات عبدالله النفيسي عن العملية
تصريحات عبدالله النفيسي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل نشطاء ومناصرو القضية الفلسطينية مع ما طرحه من تحفظات وانتقادات، مستذكرين ما كتبه في تدوينات سابقة تشيد بالمقاومة ودورها في التصدي للاحتلال، مما أظهر تناقضًا في المواقف أو على الأقل تطورًا في الرؤية تجاه الأحداث.
على سبيل المثال، في 15 أكتوبر 2023، نشر النفيسي تدوينة على منصة إكس عبّر فيها عن دعم المقاومة، واصفًا حماس بأنها “ضمير وشرف الأمة” وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لن يزول إلا بالمقاومة، كما اعتبر أن السردية الغربية التي تدافع عن الكيان الإسرائيلي قد تعرّضت لضربة قاسية، معبرًا عن حزنه لضحايا المدنيين في غزة، لكنه أكد أن المعاناة مشتركة بين الطرفين.
آراء عبدالله النفيسي حول الأزمة السورية ومصير قيادتها
إلى جانب مواقفه من القضية الفلسطينية، عبّر عبدالله النفيسي عن قلقه بشأن الوضع في سوريا، وخاصة مصير الرئيس أحمد الشرع، الذي عرفه منذ أكثر من 25 سنة، موضحًا أن الشرع رجل نزيه ومستقيم، لكنه عرضة لخطر سيناريو مشابه لما حدث مع الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، فيما رأى أن هذا الخوف ينبع من التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه سوريا، خاصة مع استمرار المعاناة في مناطق كثيرة مثل جنوب تركيا وغازي عنتاب.
وأشار النفيسي إلى أهمية وجود قيادات نظيفة اليد واللسان في المشهد السياسي السوري، وهي المكونات التي رأى أنها تندر في وسط الصراعات المعقدة، مضيفًا أن الخوف الأكبر هو من سوء الأحوال الاقتصادية والإنسانية التي قد تعصف بمصير أي قيادة في المنطقة.
خطوات لفهم تأثير عملية السابع من أكتوبر بحسب عبدالله النفيسي
- الاعتراف بأن القرار كان فرديًا في أساسه دون توافق سياسي شامل.
- الإدراك الكامل لتداعيات العملية على الحالة الفلسطينية والواقع الإسرائيلي.
- ضرورة تعزيز التنسيق بين قادة المقاومة والقيادة السياسية لضمان مواءمة الأهداف.
- رفع سقف التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لتجنب تفاقم الأزمة.
- التركيز على حماية المدنيين وتفادي الانجرار إلى دوامة العنف التي تؤثر سلبًا على صورة المقاومة.
مقارنة بين مواقف عبدالله النفيسي قبل وبعد العملية
| البعد الزمني | موقف عبدالله النفيسي | النتائج والتأثيرات |
|---|---|---|
| قبل 7 أكتوبر 2023 | دعم صريح للمقاومة الفلسطينية واعتبار حماس ضمير الأمة | تعزيز الروح الوطنية بين الجماهير ورفع معنويات المقاومة |
| بعد 7 أكتوبر 2023 | تحفظ وانتقاد على طبيعة اتخاذ القرار وعزله عن القيادة السياسية | إثارة جدل واسع ومواقف منقسمة بين مؤيد ومعارض في الساحة العربية |
الأحداث التي تلت السابع من أكتوبر ما زالت تثير نقاشًا مستمرًا في الأوساط السياسية والإعلامية، ورؤى عبدالله النفيسي تعكس أحد زوايا التفكير التي تسلط الضوء على تعقيد المشهد الفلسطيني، وتجعلنا نتأمل في ضرورة تحقيق انسجام أكبر داخل صفوف المقاومة من أجل مواجهة التحديات المستقبلية بطريقة أكثر تحصينًا وفعالية.
