«ضربة معلم» الولاية قنبلة فكرية تغير مجرى الأحداث اليمنية بشكل غير متوقع

«ضربة معلم» الولاية قنبلة فكرية تغير مجرى الأحداث اليمنية بشكل غير متوقع
«ضربة معلم» الولاية قنبلة فكرية تغير مجرى الأحداث اليمنية بشكل غير متوقع

الولاية كلمة تثقل تاريخ اليمن بحمولتها الثقيلة على واقع الشعوب والنخب، يتداولها البعض باعتبارها مسألة دينية بسيطة لا أكثر، بينما الحقيقة تكمن في أن الولاية ليست مجرد شعيرة بل هي مشروع كهنوتي متوارث يبرر حكم الطبقة الحاكمة ويستخدم لتبرير القمع والمعاناة التي يمر بها اليمن منذ قرون طويلة.

الولاية وكيف أثرت على مسار اليمن

الولاية ليست مسألة دينية ضحلة أو مجرد شعيرة يمكن تجاهلها بسهولة، بل هي السبب الرئيسي للكثير من الأزمات التي عانى منها اليمن، من تدمير المدن وانهيار المؤسسات، إلى فقدان التعليم وتوقف الرواتب، فالولاية بمفهومها المتجذر تعني هيمنة طبقة فوقية تغتصب الحقائق وتفرض نفسها كوسيط بين الناس والله، ما أدى إلى معاناة ملايين اليمنيين في ظل استغلال هذه الفكرة لتمرير مشاريع قمعية دموية، وهذا ما يجعل من الصعب تحقيق السلام الحقيقي بدون تخلص اليمن من هذه الخرافة.

لماذا الولاية مشروع استعباد دموي؟

الولاية مشروع طبقي قائم على استعباد الناس والتغلغل في حياتهم، وهو ليس مقتصرًا على اليمن فقط بل شمل دولًا أخرى مثل العراق ولبنان وسوريا، لقد قتلت ملايين الأشخاص على مدار قرون، وفتحت أبواب الدمار والخراب في المجتمعات التي سادت فيها هذه الفكرة، على عكس ما يظن البعض، فالولاية ليست قضية تتعلق بحاكم أو شخصية معينة، بل نظامٌ كامل متجذر يستند إلى وراثة السلطة عبر الكهنوت، ويظل خطرها قائمًا ما دامت الأفكار التي تؤيدها تلاحق الناس وتحاصرهم.

كيف نتعامل مع مفهوم الولاية بشكل واعٍ؟

التخلص من وحي الخرافة المرتبطة بالولاية يبدأ بفهمها بشكل صحيح، ويجب على كل مواطن يمني أن يعي أن الولاية ليست مجرد مجرد خلافة دينية وإنما نظامٌ دموي ومشروع استعباد، يتطلب العمل الجماعي لمقاومته فكريًا ومجتمعيًا، ولأن هذه القضية معقدة ومتجذرة تحتاج إلى خطوات واضحة

  • زيادة الوعي المجتمعي بالحقيقة الكامنة وراء الولاية
  • التفريق بين الدين الحقيقي والادعاءات الكهنوتية
  • تعزيز التعليم والنقاشات الحرة التي تهاجم الأفكار التسلطية
  • بناء مؤسسات مدنية مستقلة تعود بالسلطة إلى الشعب
  • دعم المبادرات التي تسعى لفهم جديد للدين بعيدًا عن الانتهازية السياسية
العنصر الوضع قبل رفض الولاية الوضع بعد رفض الولاية
الحكم وراثي وكهنوتي تمثيلي وشعبي
حقوق الإنسان مهدورة محترمة ومضمونة
الأمن والاستقرار مهدد باستمرار يتم تأسيسه تدريجيًا
التعليم والخدمات محروم أو محدودة تطوير مستدام

عندما ندرك أن الولاية ليست قضية شخصية أو معركة على شخص ما كالزعيم أو القائد، بل معركة ضد فكرة ظالمة ومتجذرة، يصبح بالإمكان فهم عمق المعاناة التي وقعت للشعب اليمني، حيث أن خلافات اليمن الأخيرة وكل الحروب الناشبة إنما تنبع من صراع على هذه الفكرة وليس على السلطة فقط، ما يجعل من التخلص من هذا المشروع ضرورة لا مناص منها، لأن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا بتحرير الناس من الوصاية الدينية الزائفة التي فرضتها الولاية منذ أكثر من ألف عام، هذه الخرافة التي ما زالت تمنع التقدم وتهدد استقرار اليمن واليمنيين.