طبيبة تشرح بالفيديو: الأسباب التي قد تمنع إجراء زراعة الكلى وهل هي مناسبة لجميع المرضى؟

زراعة الكلى ليست مناسبة لكل المرضى، إذ تتوقف إمكانية إجراء العملية على مجموعة من العوامل الصحية والطبية التي تحدد نجاحها وسلامة المريض. يؤثر مستوى تقدم الفشل الكلوي ومدى استجابة الجسم على جدوى زراعة الكلى، مما يستوجب تقييمًا دقيقًا قبل اتخاذ القرار، لضمان توافق حالة المريض مع متطلبات العملية وتعزيز فرص التعافي.

العوامل الصحية التي تؤثر على نجاح عملية زراعة الكلى

تتعدد العوامل التي تمنع إجراء زراعة الكلى، ومنها عدم قدرة المريض على تحمل جراحة كبيرة مثل الزراعة، وهذه القدرة تختلف حسب الحالة الصحية العامة وعمر المريض والمرضيات المصاحبة. الفشل الكلوي يحدث عادة عندما تصل وظيفة الكلى إلى أقل من 15%، وتحديدًا في المرحلة الخامسة من المرض؛ وهي الحالة التي يُدرس فيها إجراء الزراعة. بالإضافة إلى ذلك، وجود أمراض مزمنة مثل السرطان أو الأمراض المناعية أو المعدية يُعد مانعًا رئيسيًا، إذ قد تعرض هذه الحالات حياة المريض إلى مخاطر كبيرة إذا أُجريت العملية دون تحكم شامل. لذلك، يعتمد القرار النهائي على تقييم طبي دقيق يراعي كل هذه الجوانب، لضمان عدم وجود مضاعفات تهدد حياة المريض بعد الزراعة.

العادات الصحية وأثرها على زيادة الفشل الكلوي وأهمية التقييم الشامل قبل الزراعة

تؤدي العادات الحياتية غير الصحية إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالفشل الكلوي بشكل ملحوظ، لا سيما مع تزايد حالات السكري وارتفاع ضغط الدم، وهما من أهم مسببات تدهور وظائف الكلى. هذا التدهور لا يحدث فجأة، بل يتطور عبر مراحل متتالية حتى تصل الكلى إلى مرحلة الفشل التام. لذلك، لا تكفي وظيفة الكلى المتدهورة وحدها للتوصية بالزراعة، بل يجب أن يخضع المريض لتقييم شامل يدرس عوامل عدة مثل استقرار حالته العامة، تأثر أجهزة الجسم الأخرى، ومدى استعداد الجسم لجراحة الزراعة. هذا التقييم يشمل تحاليل وفحوصات دقيقة تضمن اختيار المرضى المناسبين للعملية، مما يعزز فرص الاستمرار في حياة طبيعية بعد الزراعة.

تجارب التبرع المباشر وبرامج تبادل الكلى وتأثيرها على مرضى الفشل الكلوي

شهدت حالات عدة تجارب تبرع كلى بين الأصدقاء أو الأقارب، وغالبًا ما تواجه عقبات بسبب عدم تطابق الأنسجة، وهو ما يتطلب برامج خاصة لتبادل الكلى بين المرضى والمتبرعين المعنيين. في واحدة من هذه التجارب، قرر متبرع التبرع لصديقه المقرب بعد معرفته بمرضه بالفشل الكلوي التام؛ لكنه لم يتطابق مع أنسجة صديقه في الفحوصات الطبية، ما دفع الطرفين للانضمام إلى برنامج تبادل المتبرعين. يسهل هذا البرنامج التبرع المتبادل بحيث يحصل كل مريض على كلية متوافقة، حتى وإن لم يكن المتبرع مرتبطًا به بشكل مباشر. يتضمن البرنامج أحيانًا التبادل بين مناطق مختلفة لتسهيل العملية، مما يزيد من فرص المرضى في الحصول على الكلى الملائمة.

تكشف هذه الإجراءات تعقيد زراعة الكلى وضرورة اتباعها بشروط معينة لضمان نجاح العملية واستمرار حياة المريض بأفضل حال، وهو ما يؤكد أن زراعة الكلى ليست خيارًا متاحًا لجميع حالات الفشل الكلوي بل هي نتيجة تخطيط وعناية طبية دقيقة.