طفرة جينية نادرة تقلص ساعات النوم دون أضرار صحية.. كيف تؤثر على الجسم؟

طفرة جينية نادرة تقلص ساعات النوم دون ضرر صحي أثارت اهتمام العلماء مؤخراً، إذ كشفت دراسة متعمقة نشرت في مجلة “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” عن وجود طفرة جينية نادرة تمكن بعض الأشخاص من النوم لمدة قصيرة جداً لا تتجاوز ثلاث ساعات يومياً، دون أن تؤثر هذه الحالة على صحتهم أو قدرتهم على أداء مهامهم اليومية بكفاءة عالية

الكفاءة الجسدية والعقلية في ظل طفرة جينية نادرة تقلص ساعات النوم دون ضرر صحي

أوضحت الدكتورة ينغ هوي فو، الباحثة الرئيسية في الدراسة بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن الأشخاص الحاملين لهذه الطفرة الجينية، والمعروفين بـ”ذوي النوم القصير الطبيعي”، يتمتعون بأجسام تنجز عمليات التنقية والإصلاح التي تحدث أثناء النوم بمعدل أسرع من الطبيعي؛ إذ تتجدد خلاياهم ويعاد توازن نظامهم العصبي بشكل فعّال، ما يسمح لهم بالاستيقاظ مبكراً وهم في أفضل حال ذهني وبدني، دون الحاجة إلى ساعات نوم مطولة تزيد عن ثلاث إلى ست ساعات يومياً دون سقوط في حالة التعب أو الإرهاق

دور جين SIK3 في طفرة جينية نادرة تقلص ساعات النوم دون ضرر صحي وتأثيرها على النوم

كشف فريق البحث عن طفرة جديدة في جين يحمل اسم SIK3، وهو الجين المسؤول عن تنظيم النشاط العصبي بين الخلايا، حيث أثبتت التجارب على الفئران أن حاملي هذه الطفرة نومهم أقل بنحو 31 دقيقة مقارنة بفئران أخرى دون تثبيط لحركتهم أو نشاطهم اليومي؛ مما يعكس دوراً محوريًا لهذه الطفرة في تقليل ساعات النوم المطلوبة. مع ذلك، يظل رأي بعض الخبراء مثل الدكتور كليفورد سابر من جامعة هارفارد يُشير إلى أن هذا الاختلاف في مدة النوم محدود، وبالتالي لا يمكن اعتبار طفرة SIK3 العامل الوحيد الذي يؤدي إلى ظاهرة النوم القصير الطبيعي

الإرث الجيني وآفاق البحث في طفرة جينية نادرة تقلص ساعات النوم دون ضرر صحي

بالنظر إلى أهمية هذا الاكتشاف، تمكن الفريق البحثي من رصد خمس طفرات متنوعة عبر أربع جينات مختلفة قد ترتبط جميعها بظاهرة النوم القصير الطبيعي، وهذا يشكل قاعدة بيانات مهمة لما ينتظرهم من بحوث موسعة تهدف إلى تعميق فهم آليات النوم على المستوى الجزيئي. من هنا ينبثق الأمل في تطوير حلول علاجية متقدمة لمشاكل واضطرابات النوم المزمنة لدى العديد من الأشخاص، عبر تقليد أو محاكاة هذه الطفرات الجينية. وفي سياق متصل، قدمت مجلة “نيتشر” العلمية رؤية متفائلة، إذ رأت أن هذا الاكتشاف يشكل بوابة أساسية لفهم النوم البشري بشكل أعمق، ويفتح المجال لتحسين الأداء العقلي والبدني حتى لدى غير الحاملين لهذه الطفرات، كما يمهد الطريق نحو ابتكار علاجات طبية جديدة تحاكي آلية هذه الطفرات النادرة، وفق ما يعكس ثورة متوقعة في علم النوم والصحة العامة بشكل عام

  • الطفرة الجينية تقلل ساعات النوم المطلوبة للمحافظة على النشاط العقلي والبدني
  • جين SIK3 يلعب دوراً أساسياً في تعديل النشاط العصبي المرتبط بالنوم
  • رصد خمس طفرات مرتبطة بالنوم القصير الطبيعي عبر أربع جينات مختلفة
  • الدراسات المستقبلية تسعى إلى استخدام هذه الطفرات لتطوير علاجات لمشاكل النوم
الطفرات الجينية المكتشفة تأثيرها على النوم
طفرة جين SIK3 تقليل مدة النوم بنحو 31 دقيقة
أربع طفرات أخرى في جينات مختلفة مرتبطة بالنوم القصير الطبيعي بمعدلات متفاوتة