«طفرة مذهلة» الاستثمار في الأصول غير الملموسة في فرنسا يشهد أسرع نمو 2024

فرنسا تسجل أسرع نمو في الاستثمارات في الأصول غير الملموسة في 2024 بين أكثر الدول تطورًا من حيث استغلال البيانات والبرمجيات والعلامات التجارية التي أصبحت تُشكل ركناً أساسياً في اقتصاد المعرفة وتطوير المؤسسات، ويأتي هذا النمو في ظل تنافس عالمي متسارع لتحويل الأصول المعنوية إلى محركات رئيسية للنمو الاقتصادي والتكنولوجي عبر قارات متعددة وهذا ما جعل فرنسا تبرز بجدارة وريادة واضحة أمام دول كبرى مثل ألمانيا واليابان.

فرنسا تسجل أسرع نمو في الاستثمارات غير الملموسة وأبعاده الاقتصادية

الاستثمار في الأصول غير الملموسة يشمل مجالات متعددة مثل البرمجيات والتكنولوجيا والبحث والتطوير والعلامات التجارية والبيانات، وهذا التنوع يعكس مفهومًا أوسع للاستثمار الذي لا يقتصر على الأصول المادية التقليدية. فرنسا سجلت نموًا يزيد على 5% في 2024، وهو معدل يفوق بكثير النمو العام في الاقتصادات الكبرى الأخرى، ما يظهر تحولًا في تركيبة الاقتصاد الفرنسي نحو القطاعات المعرفية والتكنولوجية، وهو ما ينعكس إيجابيًا على قدرتها التنافسية وتوسيع قاعدة الابتكار محليًا وعالميًا.

عوامل تساهم في نمو استثمارات فرنسا في الأصول غير الملموسة

يرى الخبراء أن التحول في هيكل الاقتصاد الفرنسي حصل ليس بسبب شركة واحدة أو قطاع محدد، بل نتيجة جهد مشترك متعدد القطاعات، خاصة في مجالات البحث والتطوير والبرمجيات، كما أن التوجه نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعي يعزز الحاجة للاستثمار في هذه الأصول. أهم العوامل التي تدعم هذا النمو تشمل:

• التركيز المتزايد على البحث العلمي وتطوير البرمجيات
• دعم الحكومة والسياسات الداعمة للاستثمار في التقنيات الحديثة
• زيادة الوعي بأهمية العلامات التجارية وحقوق الملكية الفكرية
• تعزيز الشراكات بين القطاع الخاص والعام لتطوير البنية التحتية الرقمية
• استخدام البيانات بشكل أفضل لتحسين الخدمات والعمليات الصناعية

مقارنة بين فرنسا ودول أخرى في مجال الاستثمارات غير الملموسة

تظهر البيانات أن فرنسا جاءت في المرتبة الثانية عالميًا بعد الولايات المتحدة من حيث حجم الاستثمارات في الأصول غير الملموسة، مع تجاوز استثمارات بلغت 631 مليار دولار في 2023. بينما تحافظ الولايات المتحدة على الصدارة بمبلغ يقارب ضعف ما تحقق في ألمانيا وفرنسا واليابان والمملكة المتحدة مجتمعة. وفيما يلي جدول يوضح مقارنة سريعة لأبرز هذه الدول:

النمو السريع في فرنسا يعكس تحولاً منهجيًا عميقًا في كيفية النظر للاستثمار والتعامل مع المعرفة والابتكار، خاصة مع التطور التقني المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يدفع الطلب على البرمجيات والبيانات، وهكذا تصبح الاستثمارات في الأصول غير الملموسة مرآة تعكس قدرة الدول على المنافسة في السباق العالمي الحديث وليست مجرد مؤشر مالي، وهذا بدوره يجعل فرنسا نموذجًا ملهما في المنطقة الأوروبية لما يمكن تحقيقه من توازن الاقتصاد المادي وغير المادي.