ظهور خاص اليوم.. الشيخ الباقوري يأخذ زوجته للمسرح وأم كلثوم تلعب مع أحفاده ونجاة تغني في المنزل

مر اليوم أربعون عامًا على رحيل الشيخ أحمد حسن الباقوري، أول وزير أوقاف في حكومة ثورة يوليو 1952، الذي ترك إرثًا عميقًا في الحياة الدينية والثقافية والسياسية، وكانت حياته مليئة بالقصص والتجارب التي عكس فيها رؤيته المستنيرة وعلاقاته الواسعة مع أهل الفن والثقافة. في هذا السياق، نسلط الضوء على تفاصيل حياتية مهمة مرت بها أسرته، وبالأخص الجانب الإنساني في علاقتهم بالفنانين والمثقفين، مما يرسم صورة واضحة وجذابة لاستعمال الفن ضمن رؤية الشيخ الباقوري الرائدة.

الشيخ أحمد حسن الباقوري وحب الفن في حياته اليومية

عرف الشيخ أحمد حسن الباقوري بحنكته وتسامحه، حيث كان يتمتع بعلاقات وطيدة مع أبرز الفنانين والمثقفين في عصره، وهو ما عزز من موقفه كوزير أوقاف يتبنى فهمًا عصريًا للإسلام. فقد حرص على مشاركة أهله بالفنون، إذ احتفلت بناته بزواجاتهن في حديقة منزله، وكان من بين الفاعلين البارزين في هذه المناسبات نجاة الصغيرة التي غنت باحترافية في حفل زفاف ابنته عزة، التي حاولت في البداية استقدام شادية، لكنها وجدت في نجاة البديل الأمثل، بفضل اقتراح المستشار إسماعيل عوض.

وكانت أجواء هذه اللقاءات الفنية بين العائلة والفنانين على درجة عالية من الدفء؛ إذ جلس الشيخ في “الفراندة” ليستمع إلى أغاني نجاة الصغيرة باهتمام واضح، ثم حيّاها بعد انتهائها من الغناء، مشيرًا إلى حبه لصوت فايزة أحمد وعلاقته الخاصة بها، التي تميزت بالرقة والدفء، حيث كانت دائمًا ما تهاتف والدته كل عيد أم لأداء أغنية “ست الحبايب”.

زيارات النجوم والفنانون في بيت الباقوري ومواقف تبرز العلاقة الإنسانية

لم يقتصر تودد الشيخ أحمد حسن الباقوري للفنانين على الأجواء العائلية فقط، بل كان بيت العائلة ملتقى لكوكبة من الفنانين والمثقفين الذين كانوا يستشيرونه في شؤون عدة. ومن أبرز الزيارات المميزة كانت لكوكب الشرق أم كلثوم، التي جاءت إلى البيت بعد رحلة علاج طويلة استمرت تسعة أشهر في لندن. تذكرت ابنته عزة كيف غمرتهم الفرحة حين أخذت أم كلثوم مكانها بينهم، وشاهدت حنانها عندما سخرت قائلاً: «هذه الوضوء وأنا جالسة»، كما استأذنها الشيخ للراحة بعض الوقت وتركها تلعب مع الأحفاد كوتشينة، بل وأوصاهم بمعاملة أم كلثوم بلطف وتروي.

أما عن عشقه للمسرح، فكان الشيخ الباقوري يقدر فن المسرح العربي بشدة، خاصة أعمال سميحة أيوب وعبدالله غيث، وكان مرتبطًا بمسارح الريحاني التي كان يحضرها منذ شبابه برفقة زوجته، مما يعكس ذوقه الراقي وحبه للثقافة العربية الفصحى من خلال مسرحيات توفيق الحكيم، التي أضافت بعدًا حضاريًا لتجربته الثقافية.

الصداقة والتعاون بين الشيخ الباقوري وشخصيات فنية وسياسية بارزة

تميزت حياة الشيخ أحمد حسن الباقوري بعلاقات وثيقة مع عدد من الشخصيات الفنية والسياسية التي تركت أثرًا في تجربته، ولعل من العلاقات الأشد وصفاء تلك التي ربطته بالفنان محمد فوزي، الذي تعالجا معًا في لندن، وشارك الشيخ في الاستماع إلى أغنيته الشهيرة “بلدي أحببتك يا بلدي”، كما نشأت علاقة ودية مع زوجة فوزي خلال رحلة العلاج. وكان هناك أيضًا ارتباط قوي بالمخرج العالمي مصطفى العقاد الذي زار العائلة باستمرار لاستشارات فكرية وفنية، حيث شهدوا معًا عرض فيلم “الرسالة” الذي حظي بإعجاب كبير من الشيخ.

أما في شهر رمضان، فقد استقبلوا في البيت الكاتبة الصحفية نعم الباز مع زوجها الفنان نور الشريف والفنانة نورا، الذين قضوا سهرة رمضانية جمعت بين الأدب والثقافة. ومن اللافت أن الشيخ الباقوري أوصى نور الشريف بالاهتمام بالسير الذاتية للشخصيات الإسلامية، وهو ما أثمر عن تقديم نور الشريف شخصية عمر بن عبد العزيز بطريقة متميزة على الشاشة.

الشخصية العلاقة بالشيخ الباقوري التفاصيل
نجاة الصغيرة مغنية في حفلات العائلة أحيت حفل زفاف ابنة الشيخ في حديقة المنزل
كوكب الشرق (أم كلثوم) زائرة وصديقة مقربة لعبت مع الأحفاد وزارت بعد رحلة علاج في لندن
محمد فوزي صديق ومريض مشترك تعالجا معًا في لندن وكانت تجمعهما علاقة طيبة
مصطفى العقاد منتج ومخرج استشار الشيخ في أعماله الفنية وحضرا عرض فيلم الرسالة معًا
نور الشريف ونورا ضيوف في رمضان استضافهم الشيخ مع الكاتبة نعم الباز ورشح نور الشريف لتمثيل شخصيات إسلامية