رحيل فكري عبد الحميد، الشبيه الذي عرفه الجمهور بملامح قريبة للغاية من الفنان الكبير عادل إمام، أثار موجة من الحزن والذكريات في الوسط الفني. هذا الممثل الذي تميز بحضوره القوي وروحه المرحة، ترك أثرًا خاصًا رغم محدودية عدد أعماله، خاصة بعد رحيله المفاجئ الذي نعى الخبر الفنان محمد فكري عبد الحميد، نجل الراحل، عبر صفحته في فيسبوك مع الدعاء له بالرحمة.
البداية الفنية لمسيرة فكري عبد الحميد وقربه من عادل إمام
انطلق فكري عبد الحميد في رحلة الفن خلال التسعينات، حيث شارك في أعمال سينمائية وتلفزيونية ذات صدى واضح، أبرزها فيلم “النوم في العسل” عام 1996، إلى جانب عادل إمام، الذي طرح قضايا اجتماعية مهمة أثارت اهتمام الجمهور؛ كما ظهر في فيلم “كابتن هيما” عام 2008 بدور ثانوي لكنه ترك تأثيرًا مميزًا. ومع ذلك، كانت مشاركته في مسرحية “بودي جارد” هي النقطة الأبرز في مسيرته، إذ تربع العرض على قائمة الأطول عرضًا في تاريخ المسرح المصري والعربي، وشارك فيها إلى جانب “الزعيم” عادل إمام، مما أكسبه حضورًا لا يُنسى.
فكري عبد الحميد ومسرحية بودي جارد: قصة نجاح استمرت سنوات
جلّ أعمال فكري عبد الحميد الفنية تدور حول المسرح، وكانت مسرحية “بودي جارد” تجربةً لا تُنسى بين جمهوره، حيث بدأ عرضها عام 1999 على مسرح الهرم، واستمرت لمدة 11 موسمًا متواصلاً حتى عام 2010. تؤرخ المسرحية قصة السجين “أدهم” الذي يجسد عادل إمام شخصيته، وتتشابك الأحداث في إطار كوميدي واجتماعي مع شخصية رجل الأعمال المسجون “سعد” وزوجته، مما يثير مفاجآت متتالية. شهد العرض تغييرات في بعض أبطاله مثل مصطفى متولي ومحمد أبو داوود وشيرين سيف النصر ورغدة، لكن حضور فكري عبد الحميد استمر على مدار هذه السنوات، ليظل وجهًا مألوفًا في ذاكرة المشاهدين.
الشبه الكبير مع عادل إمام وتأثيره على مشوار فكري عبد الحميد الفني
كان التشابه اللافت بين فكري عبد الحميد والفنان عادل إمام سببًا رئيسيًا في شهرة الأول، فهو الشبيه الذي قصده الجمهور ليشهد توازنه الفني وروحه المرحة التي كانت تكسبه احترامًا خاصًا رغم محدودية أدواره. رأى البعض أن هذا الشبه فتح له أبواب المشاركة مع “الزعيم” في مسرحية بودي جارد، فيما أكد آخرون أن موهبته الفطرية وأسلوب تمثيله الفريد كانا حجر الأساس في تميزه، وحافظ على مكانته كوجه فني مألوف في الساحة، حتى لو لم يكن دائمًا في دور البطولة.
على رغم أن رصيد أعمال فكري عبد الحميد لم يكن ضخمًا، إلا أن حضوره الفني استمر مؤثرًا، خاصة في عالم المسرح، إذ كان يعكس روح الدعابة والألفة التي يجذب بها المشاهدين إليه، وتميزت مسيرته بتعارض معروفة بـ “شبيه عادل إمام”، مما ضاعف من تمسّك الجمهور به كتذكير مستمر بفترة ذهبية في المسرح المصري.
برحيله، فقد الوسط الفني واحدًا من الممثلين الذين أضافوا معنى خاصًا في أدوار صغيرة لكنها لا تُنسى؛ فقد حرص متابعوه وزملاؤه عبر وسائل التواصل الاجتماعي على التعبير عن حزنهم وتعاطفهم، مؤكّدين أن ذكراه ستظل حاضرة في ذاكرة الفن إلى جانب “الزعيم”. رحل عن الدنيا بعد حياة بسيطة ومليئة بالحب للفن، وترك إرثًا يذّكر بأن قيمة الفنان لا تُقاس بكمية أعماله فقط، بل بالأثر الذي يتركه في النفس.
العمل | السنة | الدور | ملاحظات |
---|---|---|---|
النوم في العسل | 1996 | مشاركة رئيسية | مع عادل إمام، تناول قضايا اجتماعية |
كابتن هيما | 2008 | دور ثانوي | ظهور مع تامر حسني |
بودي جارد (مسرحية) | 1999-2010 | دور مستمر | مع عادل إمام، أطول عرض مسرحي في مصر والعالم العربي |