عاجل.. أوبك تضغط بقوة على منتجي النفط الصخري الأمريكي ورفض ترامب لدفعات لوبي النفط

بدأ منتجو النفط الصخري الأمريكيون في إيقاف منصات الحفر وتخفيض الاستثمارات لمواجهة تداعيات حرب أسعار النفط التي تشنها منظمة أوبك، والتي تستهدف استعادة حصتها السوقية على حساب الإنتاج الصخري منخفض التكلفة في الولايات المتحدة. هذا التغير الاستراتيجي يعكس تحولات كبيرة في صناعة النفط العالمية ويؤثر بشكل مباشر على الإنتاج والاستثمار في القطاع الصخري الأمريكي.

تأثير حرب أسعار أوبك على استثمارات النفط الصخري الأمريكي

مع تصاعد حرب أسعار النفط التي تقودها السعودية وروسيا داخل أوبك، شهدت الولايات المتحدة انخفاضًا ملحوظًا في نشاط الحفر الصخري، إذ تراجع عدد فرق الحفر إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، وخفض المنتجون ميزانيات الإنفاق الرأسمالي بحوالي 1.8 مليار دولار خلال نصف عام مالي. يتوقع خبراء إدارة معلومات الطاقة الفيدرالية أن ينخفض إنتاج النفط الأمريكي من 13.6 مليون برميل يوميًا في 2024 إلى 13.1 مليون بحلول نهاية 2026، في ظل هبوط الأسعار إلى نحو 47.77 دولارًا للبرميل، وهو دون سعر التعادل لمعظم شركات الحفر الصخري. هذا التراجع يدفع الشركات إلى اعتماد نهج “انتظر حتى تستقر الأسعار” بدلاً من مواصلة الحفر بسرعة كما كان في السابق، وهو ما أكده كيرك إدواردز، الرئيس التنفيذي لشركة لاتيجو بتروليوم، الذي أشار إلى أن استئناف إضافة منصات الحفر مرهون باستقرار الأسعار فوق 75 دولارًا للبرميل.

تداعيات الرسوم الجمركية على قطاع النفط والغاز الأمريكي

في مواجهة تحديات حرب الأسعار، يعاني قطاع النفط والغاز الأمريكي أيضًا من العبء المالي المرتبط بالرسوم الجمركية على المعادن والمعدات الحيوية، حيث فشلت لوبيات النفط في الحصول على إعفاءات جمركية خلال النصف الأول من رئاسة دونالد ترامب. أكد تقرير وكالة أرغوس ميديا أن الرسوم الجمركية المفروضة بنسبة 25% على الصلب تزيد من تكاليف المشاريع البحرية بنسبة 8%، مما يعوق تطوير مشاريع النفط والغاز البحرية الأمريكية. وحذرت جمعيات مثل رابطة الصناعات البحرية الوطنية (NOIA) وجمعية النفط المستقل الأمريكية (IPAA) من أن هذه الرسوم تؤثر سلبًا على استثمارات أعضائها الذين يمثلون نسبة كبيرة من إنتاج النفط والغاز الوطني، مما يضع ضغطًا إضافيًا على شركات الحفر الصخري في ظل بيئة أسعار متقلبة واستثمارات مخفضة.

خطط الجزائر والاتجاه العالمي لتطوير الغاز الصخري وسط تحديات السوق

على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، تقترب الجزائر من اتفاقيات استراتيجية مع شركتي إكسون موبيل وشيفرون لتطوير احتياطياتها الكبيرة من الغاز الصخري، وسط تحديات تقنية ومناخية مثل ارتفاع تكاليف الاستخراج ونقص الموارد المائية، إضافة إلى تعقيدات النقل من المناطق النائية إلى مراكز الاستهلاك. تلعب خطوط الأنابيب الأوروبية الثلاث التي تمتلكها الجزائر دورًا رئيسيًا في تعزيز مكانتها التنافسية، فيما تستعد الهيئة الوطنية للنفط لتوسيع جولات المزايدات في 2026، في خطوة تعكس رغبتها في الاندماج بقوة في سوق الغاز العالمي. في الوقت ذاته، يشهد سوق النفط العالمي تراجعًا في واردات الصين من النفط الروسي بنسبة 10.4% خلال النصف الأول من 2025، في ظل الحذر من تأثير العقوبات الأمريكية والاتحاد الأوروبي، مع إجراءات حكومية تستهدف إعادة ترتيب الصفقات التجارية. كما أعلنت الصين استقبال شحنة نادرة من زيت الغاز الهندي الروسي، ما يعكس مرونة في تجارة الطاقة رغم الضغوط الجيوسياسية وقيود العقوبات الدولية.

  • خفض شركات النفط الصخري الأمريكية لعدد فرق الحفر للتكيف مع سعر النفط المنخفض
  • التأثير السلبي للرسوم الجمركية على تكاليف مشاريع الطاقة البحرية في الولايات المتحدة
  • المفاوضات الجزائرية لتطوير الغاز الصخري بمشاركة شركات دولية كبرى رغم التحديات البيئية والتقنية
  • تراجع واردات الصين من النفط الروسي بسبب انعدام اليقين السياسي والاقتصادي
  • الصفقات النادرة في تجارة زيت الغاز بين الهند والصين بالرغم من العقوبات الدولية

تفرض حرب أسعار النفط التي تشنها أوبك تحديات مباشرة على إنتاج النفط الصخري الأمريكي، حيث أدى انخفاض أسعار البرميل إلى تراجع الاستثمارات ونشاط الحفر، في وقت يزداد فيه الضغط المالي على شركات الطاقة بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة. في المقابل، تسعى دول أخرى مثل الجزائر للاستفادة من مواردها الغازية وتطويرها بالشراكة مع شركات عالمية، مما يعكس تعقيدات وفرص سوق الطاقة العالمي وسط تقلبات الأسعار والأزمات الجيوسياسية. تتشابك هذه العوامل لتعيد تشكيل خريطة الطاقة العالمية، وتحدد اتجاهات الإنتاج والتجارة خلال السنوات القادمة، خاصة في ظل المتغيرات المرتبطة بالصراعات التجارية والعقوبات الاقتصادية.