«عاجل» الجيش الأمريكي يتلقى أوامر بوقف فوري للضربات ضد…

«عاجل» الجيش الأمريكي يتلقى أوامر بوقف فوري للضربات ضد…
«عاجل» الجيش الأمريكي يتلقى أوامر بوقف فوري للضربات ضد...

في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من التساؤلات، أصدر الجيش الأمريكي أوامر بوقف فوري للضربات الجوية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وذلك بعد وساطة عمانية ومحادثات جرت الأسبوع الماضي بين الطرفين، وفقا لما نقلته شبكة سي إن إن. هذه التفاهمات تأتي في وقت حساس حيث تسعى واشنطن إلى تهدئة الوضع الإقليمي وإطلاق مفاوضات أوسع تشمل قضايا جوهرية كالمشروع النووي الإيراني.

التطورات الأخيرة حول قرار وقف الضربات ضد الحوثيين

كشفت مصادر مطلعة لشبكة سي إن إن عن تفاصيل تتعلق بقرار الإدارة الأمريكية وقف الغارات العسكرية على الحوثيين، الذي وصفته وزارة الخارجية الأمريكية بأنه نقطة تحول مهمة في ملف النزاع اليمني. مصدر القرار جاء بعد مفاوضات سرية بين الجانبين برعاية سلطنة عمان، حيث أبدى الحوثيون التزامًا بعدم استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، مع ضمان مرور السفن التجارية باستثناء السفن الإسرائيلية التي تمثل خطًا أحمر بالنسبة لهم.

تسبب هذا القرار في استياء كبير لدى الجانب الإسرائيلي، لا سيما أن الولايات المتحدة لم تقم بإبلاغ تل أبيب مسبقًا. صحيفة أكسيوس أشارت إلى تصريحات لمسؤول إسرائيلي ذكر أن القرار كان “مفاجئًا وغير متوقع”، وهو ما يعكس حالة من الانزعاج لدى القيادة الإسرائيلية التي طالبت بتوضيحات عاجلة من واشنطن بشأن هذا التحول الملفت.

مواقف الأطراف الإقليمية والدولية من القرار

التصريحات الرسمية من الولايات المتحدة عبر الرئيس دونالد ترامب أظهرت دعمًا لهذا التحرك، حيث وصف الحوثيين بأنهم “لا يرغبون في القتال بعد الآن”. وبالرغم من ذلك، لم تظهر الجماعة أي تعليق رسمي على المستوى الإعلامي تجاه هذه المبادرة، مما يثير التساؤلات حول مدى جديتها في الالتزام بالهدنة. الدول الإقليمية كذلك لم تُبد مواقف صريحة سوى إسرائيل التي عبرت عن قلقها واستيائها. تُشير بعض التحليلات إلى أن هذه الخطوة تهدف لإشراك إيران في مفاوضات أوسع تشمل مجموعة ملفات ساخنة مثل النووي الإيراني ودور طهران في المنطقة.

وعلى صعيد متصل، أبدى خبراء في الشؤون الدولية أن تهدئة الوضع في اليمن قد تكون أسلوبًا أمريكيًا جديدًا لخلق توازنات جديدة خاصة مع تصاعد التحديات في منطقة الشرق الأوسط. إذ يرون أن إنهاء الصراع في اليمن قد يفتح الباب أمام تحقيق الاستقرار في مناطق أخرى.

نتائج متوقعة لوقف الضربات الأمريكية في اليمن

القرار الذي اتخذته إدارة ترامب بوقف العمليات العسكرية فورًا ضد الحوثيين قد يؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث في اليمن ومنطقة البحر الأحمر. من المحتمل أن تساهم هذه الخطوة في تقليل التوترات العسكرية بين القوات الأمريكية وحلفائها من جهة والحوثيين المدعومين إيرانيًا من جهة أخرى. بالإضافة لذلك، قد تتيح هذه الهدنة الفرصة لتعزيز المحادثات السياسية التي يمكن أن تُساهم في إحلال السلام بالمنطقة.

ومع ذلك، يشير المراقبون إلى مخاوف متزايدة من أن الحوثيين قد يستغلون هذه الهدنة لإعادة بناء قواتهم والتهيؤ لجولة معارك جديدة إذا لم يتم الاتفاق على خطة رصد ومراقبة تُطبق على الأطراف كافة. أما المجتمع الدولي، فيرى أن نجاح هذه المبادرة يعتمد بشكل رئيسي على نوايا الأطراف المتورطة ومدى التزامها بعدم التصعيد.