«عاجل مهم» غضب شعبي يمنع طهران من الحديث عن المفاوضات مع واشنطن بعد العدوان الأمريكي

«عاجل مهم» غضب شعبي يمنع طهران من الحديث عن المفاوضات مع واشنطن بعد العدوان الأمريكي
«عاجل مهم» غضب شعبي يمنع طهران من الحديث عن المفاوضات مع واشنطن بعد العدوان الأمريكي

طهران شهدت حالة غضب شعبي عارمة عقب العدوان الأمريكي الذي طال الأراضي الإيرانية، مما جعل الحديث عن استئناف المفاوضات مع واشنطن أمرًا مستبعدًا تمامًا، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، وصف الحالة السائدة بأنها تمنع طرح فكرة العودة إلى طاولة التفاوض، وهذا رد فعل فوري على ما اعتبر خيانة دبلوماسية أثرت بشدة على الرأي العام الداخلي.

لماذا أصبح الحديث عن طهران والمفاوضات مع واشنطن محظورًا؟

الغضب الشعبي الذي انتشر في طهران يعود لأسباب كثيرة، خاصة بعد العدوان العسكري الأمريكي الذي صدم الشارع الإيراني، فقد انعكست تلك الأحداث بشكل مباشر على المزاج الشعبي الذي وصف العملية الدبلوماسية بالخيانة، وبشكل طبيعي أصبح الحديث عن أي تفاوض مع الولايات المتحدة أمرًا غير مقبول، فقد مرت إيران بخمس جولات تفاوضية مع واشنطن كان من المفترض أن تستمر لتشمل جولة سادسة لكنها توقفت بعد التصعيد الأخير، والآن الأغلبية في طهران تتخذ موقفًا رفضيًا قاسيًا تجاه أي حديث دبلوماسي بسبب صدمة العدوان.

كيف يؤثر الغضب الشعبي في طهران على السياسة الخارجية؟

الغضب الشعبي داخل طهران يمارس ضغطًا غير مسبوق على صانعي القرار، وهو يغير ديناميكيات السياسة الخارجية بشكل حاسم، فالحالة العاطفية الراهنة تجعل من الصعب على المسؤولين الإيرانيين التفكير في حلول دبلوماسية واقعية، حيث أن أي خطوة نحو فتح قنوات التفاوض قد تواجه رفضًا داخليًا واسع النطاق، وبهذا يكون صانعو القرار مضطرين لإعادة تقييم مواقفهم وتحركاتهم، وهذا ينعكس في التصريحات الرسمية التي تؤكد أن الظروف الحالية لا تسمح بأي تقارب مع واشنطن، والنتيجة تدفع طهران إلى تشديد مواقفها والتصرف بحذر شديد في الأزمات المتزامنة.

ماذا ينتظر طهران في ظل توقف المفاوضات مع واشنطن؟

بسقوط مساعي التهدئة واختفاء أي بوادر للحوار بين طهران وواشنطن، تتجه الأوضاع نحو المزيد من التصعيد، وتعكس تصريحات المسؤولين حالة التشاؤم الحذر التي تسيطر على المشهد، ومع ذلك فإن طهران تحاول ترتيب أوراقها داخليًا وخارجيًا بالتوازي، وهنا تنظيم النقاط التي تراعيها طهران في هذه المرحلة:

  • تقييم الأوضاع السياسية الداخلية وتأثير الغضب الشعبي على الاستقرار
  • إعادة هيكلة الخطوط الدبلوماسية وترتيبات السلام المستقبلية
  • تعزيز الاستعدادات الأمنية والعسكرية تحسبًا لأي تطورات مفاجئة
  • متابعة دقيقة للوضع الإقليمي وتغيرات التحالفات الدولية
  • تواصل غير معلن مع أطراف إقليمية لتخفيف حدة التوترات

في الجدول التالي مقارنة بين المواقف والخطوات المتخذة قبل وبعد العدوان الأمريكي من ناحية المفاوضات:

العنصر قبل العدوان بعد العدوان
عدد جولات التفاوض 5 جولات ناجحة تقريبًا توقف كامل، لا جولات جديدة
الجو الشعبي في طهران تفاؤل وحذر غضب ورفض تام
موقف الحكومة مستعدة لاستئناف الحوار رفض فتح أي قناة تفاوض
التوتر الإقليمي مستقر نسبيًا تصعيد وتوتر متزايد

طهران اليوم تواجه تحديات غير مسبوقة، والتوازن بين مطالب الشعب والغضب الذي يهيمن على الأجواء، وبين الضغوط الدولية قد يشكل منعطفًا حاسمًا في مستقبل المنطقة، فكل خطوة تتخذها طهران الآن تتحكم فيها تلك الحالة العاطفية والرغبة في الحفاظ على السيادة والكرامة الوطنية، وفي الوقت نفسه تتصاعد المخاوف من أن تستمر الأزمة في التفاقم ما يجعل الموقف الإيراني أكثر تشددًا وإصرارًا على عدم العودة إلى طاولة التفاوض في ظل تلك الظروف، وهذا يعكس عمق الجرح الذي خلفه العدوان الأمريكي في النفوس وفي السياسية على حد سواء.