«عالم مبهر» الذكاء أنواع 9 تعرف عليها واكتشف نوعك الحقيقي الآن

الذكاء المتعدد هو مفهوم غيّر جذريًا الطريقة التي نفهم بها قدرات الإنسان العقلية، إذ لم يعد الذكاء محصورًا في قدرة واحدة تُقاس عبر اختبارات IQ التقليدية، بل أصبح رؤية أشمل تشمل تسعة أنواع مستقلة ومتنوعة يمتلكها كل إنسان بدرجات متفاوتة، وهذا التنوع يعكس ثراء القدرات البشرية ويُظهر أن لكل فرد نقاط قوة تختلف عن الآخرين. هذه الفكرة المثيرة قادها عالم النفس هوارد غاردنر ليُعيد تعريف الذكاء بشكل شامل.

ما هي أنواع الذكاء المتعدد بحسب غاردنر؟

الذكاء المتعدد يفتح آفاقًا لفهم أنفسنا والآخرين بشكل أدق، فبدلاً من التركيز فقط على الذكاء المنطقي الحسابي الذي كانت المدارس تختبره قديماً، نجد تسعة أنواع تشمل المجالات العقلية، الفنية، الاجتماعية، وحتى الذاتية والوجودية، هذه الأنواع تشمل الذكاء المكاني الذي يسمح برؤية الأبعاد وفهم الفراغات، والذكاء الطبيعي الذي يحفز التفاعل مع البيئة المحيطة، والذكاء الموسيقي والإيقاعي، والذكاء الاجتماعي الذي يتعلق بفهم مشاعر الآخرين. يشمل الذكاء المتعدد كذلك الذكاء اللغوي الذي يُبرع فيه الأدباء والمتحدثين، والذكاء الحسي الحركي الذي يظهر عند الرياضيين، والذكاء الشخصي الذي يرتبط بفهم الذات، وأخيرًا الذكاء الوجودي الذي يغوص في الأسئلة العميقة حول الوجود.

كيف تساعد نظرية الذكاء المتعدد في تطوير حياتنا اليومية؟

الذكاء المتعدد ليس مجرد فكرة نظرية، بل أداة عملية تساعدنا على تحسين طريقة تعاملنا مع أنفسنا والآخرين، فعندما ندرك نوع الذكاء الذي نتمتع به، نصبح قادرين على توجيه طاقاتنا ومواهبنا بشكل أفضل بدلًا من محاولة التأقلم مع أساليب تعليم أو بيئات لا تناسبنا. هذا الفهم يدفع الأهل والمدرسين لتبني مناهج تعليمية تراعي اختلاف أنماط التعلم، فتجد المدرسة تقدم تحديات متنوعة تلبي حاجات الطلاب المختلفة، فمنهم من يفضل الأنشطة العملية الميدانية التي تناسب الذكاء الحسي الحركي، ومنهم من يتألق في النقاش والكتابة، ما يشير إلى الذكاء اللغوي. التقبل لهذا التنوع يسمح لكل فرد بالازدهار دون الشعور بالنقص نتيجة لمقارنة تقليدية مبنية على معيار واحد.

هل الذكاء المتعدد فطري أم مكتسب؟

تُثير طبيعة الذكاء المتعدد تساؤلًا هامًا عن جذوره، هل هو شيء نولد به، أم نكتسبه مع تجارب الحياة؟ تشير الأبحاث إلى أن هناك عوامل وراثية تلعب دورًا في القدرات العقلية مثل التركيز والذاكرة، وهذا يشير إلى أن بعض أنواع الذكاء قد تكون فطرية إلى حد ما، لكن البيئة المحيطة، والتجارب الشخصية، والتعليم يمكنها أن تنمّي هذه الذكاءات بشكل كبير. على سبيل المثال، شخص يمتلك حسًا موسيقيًا فطريًا قد يعزز هذا الذكاء بالتدريب والممارسة اليومية. من هنا يمكننا ترتيب خطوات بسيطة لتطوير الذكاء المتعدد في حياتنا:

• تحديد نوع الذكاء الذي تملك بداية من خلال الملاحظة أو الاختبارات المتخصصة.
• تنمية هذا الذكاء عبر ممارسة الأنشطة المتعلقة به بانتظام.
• تجنب الحكم على نفسك أو الآخرين وفق معيار ذكاء واحد فقط.
• الاستفادة من نقاط قوة الآخرين لتكامل مهاراتك في بيئات العمل أو الدراسة.

الذكاء المتعدد يحررنا من محدودية فكرة أن هناك طريقة واحدة لقياس القدرات الذهنية، فهو يكشف لنا عن ثراء الإنسان الفردي الذي يمتلك مواهب مختلفة تحتاج إلى فهم وتقدير. من هذا المنطلق، يمكن للجميع أن يكتشفوا جوانب جديدة عن أنفسهم ويتعاملوا معها بنضج، مما يجعل تجربتنا الحياتية أغنى وأكثر تناغمًا مع طبيعتنا وطبيعة من حولنا.