«عجائب حمود النامس» تجذب الأنظار في قرية أكمة العقاب السعودية

«عجائب حمود النامس» تجذب الأنظار في قرية أكمة العقاب السعودية
«عجائب حمود النامس» تجذب الأنظار في قرية أكمة العقاب السعودية

في ريف إب، تقع قرية “أكمة العقاب”، وهي مكان يعج بالقصص المثيرة والعجائب، ومن بين تلك القصص المذهلة تبرز حكاية حمود النامس، الشخصية الغامضة التي أثارت دهشة الجميع بأساليبها العجيبة في جمع المقتنيات من دون أن يلاحظها أحد، هذا المقال سيروي لكم إحدى أغرب قصص هذه الشخصية التي جمعت بين الذكاء والدهاء وبين فقدان ثقة أهل القرية بها.

قصة حمود النامس المثيرة في قرية أكمة العقاب

حين وصلت إلى قرية أكمة العقاب لأول مرة، كانت أخبار حمود النامس حديث كل أهل القرية، الجميع يتحدث عن أفعاله المشهورة بالدهاء غير العادي، يشكي أحدهم من فقدان محصول قات، وآخر من سرقة خروف، بينما يتحدث ثالث عن اختفاء قدر طعامه دون أن يشعر، كان حمود النامس يبدو كما لو كان شبحًا يخترق الحواجز ويصل إلى ما يريد دون أي دليل يُترك خلفه، وعلى الرغم من استنفار الشيخ وأهالي القرية للإيقاع به، إلا أن حمود كان يُظهر ذكاءً ملفتًا في الهروب والتخفي.

مواجهتي مع حمود النامس

دفعني الفضول الكبير لمعرفة حقيقة هذا الشخص الفريد، ومع كل ما سمعته عنه، قررت أن أخوض تجربة شخصية للالتقاء به، بدأت بالترويج بين سكان القرية بأنني سأستخدم الدعاء لتوقيف حمود عند حدّه، ظننت أن هذه الحيلة ستجعله يأتيني بنفسه، وبالفعل لم يطل الأمر، إذ جاءني حمود في إحدى الليالي حيث بدا كأنه حمل وديع رغم السمات التي أسبغها عليه أهل القرية، تحدثنا مطولًا وروى لي قصصًا أعادت صياغة تصوري عن القرية بأكملها.

الحقيقة وراء ظاهرة حمود النامس

بعد اللقاء المباشر بحمود، اكتشفت الحقيقة المثيرة التي غابت عن أهل القرية: حمود لم يكن لصًا بالفطرة بل كان يعيش في بيئة لا ترحم، حيث لم يكن أحد يقدم له العون أو المساعدة، كان حمود يتحايل للحصول على حاجاته الأساسية تحت ضغط الجوع والحرمان، الأغرب من ذلك أن كثيرًا من أهالي القرية كانوا يناقضون أنفسهم بأفعالهم، يصعب عليهم التبرع لمساعدة المدرسة ولكنهم لا يترددون في تقديم الأموال للدجالين للحصول على خدمات وهمية.

هذه القصة تعكس التناقضات الاجتماعية التي سادت قرية أكمة العقاب، حمود النامس ليس مجرد لص بل رمز لمأساة تركها الفقر وقلة التضامن المجتمعي، وربما كان أغرب ما في الأمر هو أن من كانوا يشتكون منه هم أنفسهم من كانوا يشاركونه تلك الجلسات الضاحكة، لتبقى شخصية حمود النامس خالدة في الذاكرة بفضل ما حملته من دروس ومعانٍ إنسانية.