
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الشرس على قطاع غزة، حيث دخل هذا العدوان يومه الـ579 دون أي بوادر للتخفيف من الأزمة المستمرة. تصاعُد الغارات الجوية والهجمات البرية أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين، ويأتي ذلك في ظل معاناة السكان نتيجة الحصار الغذائي المتواصل منذ أشهر، وزاد من تعقيد الوضع التنصل الواضح من أي اتفاقيات سابقة لوقف إطلاق النار وسط صمت دولي مخجل.
العدوان الإسرائيلي على غزة يتواصل
منذ بدء التصعيد الأخير، تكبد الفلسطينيون في غزة خسائر بشرية ومادية فادحة، حيث استهدفت غارات إسرائيلية مكثفة الأسواق والمنازل وحتى الملاجئ، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء يوميًا. وأفادت التقارير الطبية بأن الهجمات المستمرة أودت بحياة 67 فلسطينيًا في يوم واحد فقط، حيث شملت الغارات مناطق مثل حي الرمال ورفح والشجاعية. الاحتلال لا يتورع عن استهداف الأبرياء، سواء كانوا داخل مساكنهم أو يحاولون النزوح إلى أماكن أكثر أمانًا، مما يرفع معدلات المعاناة بشكل مأساوي.
ضحايا مدنيون وتدمير ممنهج للمنازل
الهجمات الجوية الإسرائيلية تركزت كذلك على استهداف المنازل المدنية، مما نتج عنه إبادة عائلات بأكملها. في مدينة خان يونس تحديدًا، تعرضت عائلة القدرة لمجزرة بشعة بعدما قصف الاحتلال منزلهم، ليستشهد 8 من أفراد العائلة، بينهم أطفال ونساء. ومن بين الضحايا الأب أيمن القدرة وأبناؤه، بالإضافة إلى أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنوات الأولى من الحياة. مثل هذه المجازر المتكررة تعكس السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال لتهجير السكان وإبادة الأسر الفلسطينية المسجلة في قطاع غزة.
استهداف الصحفيين والمدارس في غزة
كذلك لم يسلم الصحفيون من همجية الغارات، حيث استشهد عدد من الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث في مواقع القصف، ومن بينهم الصحفي نور الدين عبده، الذي استُشهد خلال قصف مدرسة الكرامة التي كانت تُستخدم كمأوى للنازحين. الاستهداف طال أيضًا مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي راح ضحيتها 33 شهيدًا و73 إصابة، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. هذه الهجمات أثارت استنكارًا منظمات حقوق الإنسان لكنها لم تفلح في وضع حد للمجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال.
الأزمة في قطاع غزة ليست مجرد حصار غذائي ومجازر متكررة، لكنها صورة واضحة عن انتهاك القانون الدولي الإنساني وعدم احترام أدنى معاير المواثيق العالمية لحقوق الإنسان. في وقت يتجاهل فيه المجتمع الدولي هذه الأحداث، بات قطاع غزة يعاني من مشهد إنساني كارثي يصعب وصفه بالكلمات.