عرق السوس.. فوائد متعددة وتحذير هام من الإفراط في تناوله

عرق السوس كنز نباتي متعدد الفوائد ولكن احذر الجرعة الزائدة، فهو من النباتات الطبية القديمة التي استخدمها الفراعنة في مشروب حلو المذاق ومستخلصه غني بأكثر من 300 مركب نشط مثل الغليسرهيزين، الذي يمتاز بخصائص مضادة للأكسدة، والالتهاب، والميكروبات، مما يجعله علاجًا طبيعيًا واعدًا لمشكلات صحية متعددة.

الفوائد الطبية لعرق السوس كنز نباتي متعدد الفوائد ولكن احذر الجرعة الزائدة

تشير الأبحاث إلى أن عرق السوس يقدم عدة فوائد صحية مهمة، منها فعاليته في علاج الأمراض الجلدية، حيث أظهرت دراسة في 2019 أن الكريمات التي تحتوي على مستخلص عرق السوس تخفف أعراض الإكزيما بشكل ملحوظ، وقد تتفوق على بعض الكريمات المحتوية على الكورتيزون في تقليل الالتهاب والحكة. كما يلعب الغليسرهيزين دورًا فعالًا في مقاومة قرحة المعدة، عبر زيادة إفراز المخاط وتحسين بيئة الأمعاء وتقليل الالتهاب، مما يساعد على تخفيف ألم القرحة، كما أثبت ذلك عدد من الدراسات على البشر والحيوانات. أما التأثيرات المضادة للسرطان، فهي قيد البحث حاليًا، حيث أظهرت تجارب حيوانية أن مستخلص عرق السوس يبطئ نمو أنواع معينة من السرطان مثل سرطانات الجلد، الثدي، والقولون، رغم قلة الدراسات على البشر حتى الآن.

استخدامات عرق السوس وتأثيره الصحي كنز نباتي متعدد الفوائد ولكن احذر الجرعة الزائدة

يساعد عرق السوس أيضًا في تحسين صحة الجهاز التنفسي، حيث يعمل على تخفيف أعراض الربو والتهاب الحلق العقدي بفضل خصائصه المضادة للالتهاب، كما يُساهم في الوقاية من أمراض الفم والأسنان كالقلاع وقروح الفم وتسوس الأسنان والتهابات اللثة، مع التنبيه إلى أنه لا يغني عن العناية الطبية المتخصصة. إلى جانب ذلك، تتصل فوائد عرق السوس بتحسين أعراض انقطاع الطمث، ضبط مستويات السكر في الدم، مكافحة التهاب الكبد الوبائي من نوع C، والمساعدة على خسارة الوزن، إلا أن هذه الاستخدامات تحتاج لمزيد من الدعم من خلال الدراسات السريرية لضمان الفعالية والسلامة.

الاحتياطات والجرعة الآمنة لعرق السوس كنز نباتي متعدد الفوائد ولكن احذر الجرعة الزائدة

وعلى الرغم من فوائده المتعددة، فإن استهلاك عرق السوس بكميات كبيرة أو بشكل مزمن قد يؤدي إلى تراكم مادة الغليسرهيزين في الجسم، ما يسبب آثارًا جانبية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، انخفاض مستوى البوتاسيوم، اضطرابات ضربات القلب، وذمة رئوية، وحتى الفشل الكلوي أو القلبي في حالات نادرة، مما يفرض الحذر الشديد في الاستخدام. ويُنصح بتجنب تناول عرق السوس بشكل مستمر لدى مرضى الضغط المرتفع، وأمراض القلب أو الكلى، كما لا يُنصح للحوامل والمرضعات، فضلاً عن الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثل مميعات الدم، مدرات البول، مضادات الالتهاب، أدوية خفض الكوليسترول، وموانع الحمل الهرمونية.

• توصلت منظمة الصحة العالمية إلى أن الحد الأقصى للجرعة اليومية من الغليسرهيزين يجب ألا يتجاوز 100 ملغ
• يفضل اختيار منتجات عرق السوس منزوعة الغليسرهيزين لتقليل المخاطر
• ينبغي استشارة الطبيب قبل الاستخدام المنتظم خاصة في حالات المرض أو الحمل

تتوفر منتجات عرق السوس في الأسواق بأشكال متعددة منها الكبسولات والمكملات الغذائية، المساحيق، الشاي، الصبغات السائلة، والجل الموضعي لتعزيز الصحة الجلدية، ما يسمح للمستهلكين باختيار الأنسب حسب الحاجة. أما عن الأسئلة الأكثر شيوعًا، فإن عرق السوس أظهر في التجارب الحيوانية قدرته على تحسين التوازن البكتيري في الأمعاء، لكنه لم يثبت بشكل قاطع فعاليته في الإنسان حتى الآن، وأما بالنسبة لشاي عرق السوس، فتناول كوب يوميًا غالبًا آمن، لكن عدم ضبط الكميات قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة عند بعض الأشخاص.

رغم أن عرق السوس كنز نباتي متعدد الفوائد ولكن احذر الجرعة الزائدة، فهو يقدم دعمًا طبيعيًا متعدد الجوانب للجهاز الهضمي، التنفسي، والجلدي، يتمتع بمركبات فعالة غير متوفرة في الكثير من النباتات الأخرى، لكن استخدامه الصحيح والمتوازن مع متابعة طبية يظل الحل الأمثل لتفادي أضراره المحتملة التي قد تثقل كاهل الصحة، فالاعتدال في الجرعة والمعرفة الدقيقة للتحذيرات أهم من أي فوائد قد يجنيها المستخدم.