عون يزور القاهرة بعد الكويت وقبل بغداد وسط توقعات بانفراجات قريبة

عون يزور القاهرة بعد الكويت وقبل بغداد وسط توقعات بانفراجات قريبة
عون يزور القاهرة بعد الكويت وقبل بغداد وسط توقعات بانفراجات قريبة

تعمل الدول العربية على تعزيز روابطها مع لبنان بمساعٍ دبلوماسية مكثفة لإعادة بناء جسور الثقة ووضع البلاد على مسار التعافي. تجسد جولة رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، على الدول الخليجية والعربية هذا الهدف بشكل واضح، حيث ركزت الزيارات على تنشيط العلاقات المشتركة وتعزيز التعاون، وذلك بالتزامن مع المتغيرات السياسية والأمنية التي تعصف بالمنطقة. تأتي هذه الخطوة في سياق إعادة لبنان لموقعه الحيوي ضمن أولويات العالم العربي. 

جولة الرئيس عون الخليجية وأهميتها

بدأت جولة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على الدول الخليجية بعد انقطاع دبلوماسي استمر لفترة طويلة. تضمنت الجولة زيارات إلى المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات والكويت، بهدف ترميم العلاقات التي تأثرت بقضايا عدة، منها عمليات تهريب “الكابتاغون” واستغلال السلع اللبنانية في تمرير هذه العمليات. الكويت بدورها لعبت دوراً مهماً في دعم لبنان، حيث واصلت مبادراتها الإنسانية والاقتصادية، مثل تعزيز استثماراتها في لبنان وإطلاق مشاريع لإعادة إعمار أهراءات مرفأ بيروت التي أصابها التدمير عام 2020 إثر تفجير كارثي. الأسباب الأساسية التي قادت هذه الزيارات تركزت على تقديم الشكر للدول الخليجية، بجانب إعادة تسويق لبنان كوجهة مستقرة وآمنة. 

الكويت ودورها الرائد في دعم لبنان

الكويت كانت وما زالت من أبرز الدول الداعمة للبنان على الصعيد الدبلوماسي والإنساني. أعادت “الورقة الكويتية” عام 2022 جزءاً من العلاقات بين لبنان وعدد من دول الخليج؛ إذ تضمنت مقترحات للإصلاح تعالج أسباب القطيعة وتعكس التزام لبنان برغبته في توطيد التعاون الإقليمي. إضافة إلى ذلك، التزمت الكويت بتوفير دعم مشاريع البنية التحتية في لبنان، متجاوزة بعض الأزمات بين البلدين مثل تداعيات قضية “خلية العبدلي”. هذه المواقف الداعمة تؤكد حرص الكويت على استقرار لبنان، مما يجعل زيارتها الحالية فرصة لتأكيد الامتنان لتاريخ طويل من المساندة. 

انعكاسات الجولة على مستقبل لبنان

تهدف جولة الرئيس عون إلى تعزيز الموقع الاقتصادي والدبلوماسي للبنان وسط التحديات الداخلية والخارجية. تشير توقعات متعددة إلى إمكانيات إيجابية تعمل على دفع دول الخليج للاستثمار في مشاريع لبنانية استراتيجية، خصوصاً في القطاعات الحيوية كالطاقة، البنية التحتية، والمصارف. تأتي هذه الجهود في وقت يشهد العالم العربي محاولات تهدئة للنزاعات في غزة واليمن وسوريا، والتي إن أُنجزت ستوفر بيئة أكثر استقرارًا للبنان. كما أن الاستقرار السياسي والإصلاحات المستمرة تشكل عنصراً رئيسياً لجذب الاستثمارات واستعادة الثقة الدولية بالاقتصاد اللبناني، وهو ما أكده الرئيس عون خلال تصريحاته الأخيرة من الكويت. 

العنوان القيمة
تحسين العلاقات إعادة التواصل مع دول الخليج
المبادرات الاقتصادية تعزيز الاستثمارات الخليجية بلبنان
المطلوب من لبنان الإصلاحات الإدارية والمالية

أخيراً، يُجمع المراقبون على أن نجاح هذه الجولة يتوقف على مدى قدرة لبنان على تحسين أوضاعه الداخلية ومواجهة قضايا مزمنة منها ضبط الحدود، مكافحة التهريب، وتوحيد المصالح الحيوية. يمكن لهذه الجهود أن تكون نقطة انطلاق لتعاون أوسع مع العالم العربي، مما يمهد الطريق نحو إعادة بناء لبنان ليكون شريكاً فاعلاً في المنطقة. لذا، فإن وضع استراتيجية متينة قد يمنح البلاد فرصة لاستقطاب المبادرات الاقتصادية المستدامة وتحقيق التعافي المنتظر في المستقبل القريب.