عيد الأضحى في اليمن حيث تواجه الأضحية صعوبات الجبايات وارتفاع تكاليفها

عيد الأضحى في اليمن حيث تواجه الأضحية صعوبات الجبايات وارتفاع تكاليفها
عيد الأضحى في اليمن حيث تواجه الأضحية صعوبات الجبايات وارتفاع تكاليفها

يعاني اليمنيون بشكل متزايد في ظل الحرب المستمرة التي تجاوزت العقد، حيث تحول عيد الأضحى من مناسبة دينية تحتفل بها الأسر إلى كابوس إضافي يثقل آلامهم، وفي ظل الانهيار الاقتصادي الشامل وتدهور قيمة العملة المحلية، ارتفعت أسعار المواشي بشكل غير مسبوق، مما زاد من معاناة المواطنين الذين ينتظرون هذا العيد بفارغ الصبر دون قدرة على تحقيق أبسط مظاهره، ومع غياب الحلول الفعالة، ترافق الأوضاع المتردية مع استمرار مليشيا الحوثي في فرض جبايات جديدة على التجار والمواطنين، مما رفع الأسعار إلى مستويات تفوق طاقة السكان.

أسعار المواشي في عيد الأضحى في اليمن

تشهد أسعار المواشي في اليمن أزمة خانقة، فقد أشارت المصادر المحلية إلى أن أسعار الخراف تتراوح بين 200 و250 دولاراً، بينما تصل أسعار الثيران في بعض الحالات إلى 1500 دولار، وذلك في ظل العبء الكبير الذي تضعه مليشيا الحوثي من خلال جبايات جديدة تضاف على الأسعار، مما ينذر بكارثة لأعداد كبيرة من الأسر التي تجد أن العيد أصبح عبئاً إضافياً لا يمكن تحمله، كما أن عمليات التسعير تتم بصورة عشوائية عبر السماسرة دون وجود رقابة مهنية، مما يزيد من تعقيد الأزمة.

تأثير الجبايات على أسعار الأضاحي

جاءت جبايات الحوثيين لتشكل ضغوطاً إضافية على التجار؛ حيث دفعت بعضهم إلى هرب مواشيهم إلى أسواق مؤقتة، وتظهر هذه الخطوة كوسيلة للتقليل من الأعباء الإضافية التي تفرضها مليشيا الحوثي، فعلى سبيل المثال، قام عدد من التجار في مدينة ذمار بإنشاء أسواق مؤقتة بجوانب الطرق لبيع المواشي تفادياً للمراقبة الخاضعة للجباية، ورغم ذلك، يبقى المواطنون حذرين من التوجه لهذه الأسواق رغم أسعارها الأنسب بالمقارنة مع الأسواق الأخرى.

منافسة الإنتاج المحلي والموارد المحدودة

يواصل الحوثيون فرض قيود على دخول المواشي المستوردة بدعوى دعم الإنتاج المحلي، مما يؤدي إلى خسائر جسيمة للتجار، حيث يعتبر المراقبون أن هذا الإجراء هو وسيلة للاحتكار وزيادة الأسعار، ومع التدهور المستمر في العملة المحلية، يقلص العديد من المواطنين من قدرتهم الشرائية لشراء الأضحية، فقد أشار موظف حكومي إلى أنه منذ ثلاث سنوات يحلم بشراء أضحية لكنه ينتهي باقناع أطفاله بعدم إمكانية ذلك.

الأسعار مقارنة بالرواتب

تعتبر الأوضاع الاقتصادية في تعز مثالاً آخر على معاناة اليمنيين؛ حيث شهدت الأسواق انخفاضاً حاداً في الإقبال على المواشي بسبب ارتفاع الأسعار، وعند مقارنة أسعار الماعز والضأن التي تتراوح بين 100 و160 دولاراً مع متوسط رواتب الموظفين التي لا تتجاوز 100 دولار، تظهر الفجوة الكبيرة، الرافضة لتحمل الأسعار المرتفعة التي تفرضها الظروف الاقتصادية، مما يزيد من الألم لعدد كبير من الأسر المحرومة، حيث سعر كيلو اللحم بلغ 20 دولاراً، وهو ما لا يستطيعه معظمهم.

الفوضى في الأسواق وغياب الرقابة

تضاف إلي مشكلات اليمن الاقتصادية تحديات أخرى، حيث تشير التقارير إلى عدم قدرة السلطات المحلية على ضبط أسعار المواشي، مما يترك الأمور لتقلبات السوق والفوضى السائدة، وهذا الواقع الأليم يعكس تفشي معاناة الأسر اليمنية، ويتجلى بوضوح في عدم قدرتهم على شراء الأضاحي، بينما يستمر البعض في استغلال هذه الأوقات لزيادة أرباحهم على حساب الفقراء، ومما يؤسف له أن فرحة العيد تتحول إلى معاناة وآلام في كل عام.