«غرفة عمليات» تتابع تطورات ليبيا.. ومصريون يشكون صعوبة العودة للوطن

تشهد الساحة الليبية أحداثًا متسارعة في ظل التصعيد الأمني، وأعلنت وزارة الخارجية المصرية عن تشكيل غرفة عمليات لمتابعة تلك التطورات بهدف حماية المواطنين المصريين المقيمين هناك وضمان أمنهم، يأتي ذلك استجابة للأوضاع الراهنة التي تشهدها الدولة الجارة الغربية في ظل تصاعد الاشتباكات المسلحة بين المجموعات المحلية في طرابلس. 

غرفة عمليات وزارة الخارجية ودورها في حماية المصريين في ليبيا

صرّحت وزارة الخارجية المصرية بتأسيس غرفة عمليات بالتعاون مع وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج والسفارة المصرية في طرابلس، ويأتي هذا التحرك كجزء من جهود الحكومة المصرية لضمان سلامة مواطنيها في ليبيا، كما خصصت الغرفة أرقام طوارئ متاحة على مدار الساعة لتلقي استفسارات وطلبات المصريين المقيمين في ليبيا، وتم التأكيد على ضرورة البقاء في المنازل والابتعاد عن مناطق التوتر لضمان سلامتهم حتى استقرار الأوضاع. 

تأتي هذه الجهود وسط مطالب شعبية بتوفير ممرات آمنة لإجلاء العالقين ونقلهم بسلام إلى أرض الوطن، وقد أشار العديد من المواطنين إلى وجود صعوبات وعوائق تواجه التواصل مع الجهات الرسمية في ليبيا والقاهرة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني للمصريين هناك؛ الأمر الذي دعا الوزارة إلى تعزيز التنسيق الميداني لتقديم الدعم اللازم ومخاطبة الأطراف الدولية لتيسير الإجراءات. 

الاستجابة الرسمية لإعادة المصريين من ليبيا

استجابت الدولة سريعًا لطلبات العالقين بعد تصاعد الأوضاع الأمنية، حيث سعت وزارة الشباب والرياضة إلى إعادة نجوم الكرة المصرية المتواجدين في طرابلس، مثل حسام البدري وعدد من أفراد فريق أهلي طرابلس، إلى القاهرة في عملية منسقة أظهرت حرص مصر على حياة كافة مواطنيها، ومع ذلك، لا زال العديد من الأشخاص يشكون من عدم وجود خطة شاملة لإجلاء الأسر العالقة أو توفير ممرات جوية تساعد في تسهيل خروجهم من المناطق المتضررة. 

تعمل الحكومة المصرية على تعزيز الإجراءات والتنسيق مع الأجهزة المعنية بغرض إجلاء المواطنين وفقًا للظروف الأمنية المتاحة، مع اتخاذ كل ما يلزم من تدابير لتجنب تعريضهم للخطر، ويفترض أن تشهد الفترة القادمة إعلان خطط أكثر وضوحًا لمعالجة هذه الأزمة. 

التصعيد العسكري في طرابلس وتأثيره على المصريين

اندلعت أعمال التصعيد في طرابلس بدءًا من منطقة أبو سليم إثر تحشيدات مسلحة بين قوات متعددة الجوانب، ما جعل المدينة مسرحًا لاشتباكات عنيفة، وقد تطورت الأوضاع إلى مقتل قيادي بارز، مما عمّق من حدة الأزمة، وشهدت القوات الأمنية تحركات عسكرية خاطفة سيطرت على مناطق واسعة في المدينة؛ لكن هذه الاضطرابات أدت إلى انقطاع الطرق وغلق المجال الجوي جزئيًا، مما زاد من تعقيد إمكانية إجلاء المصريين العالقين. 

على الرغم من التحركات المصرية وإجراءات التنسيق المستمرة، يبقى الملف الليبي محورًا حساسًا نظرًا للعوامل الأمنية والسياسية المحيطة به، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود لإيجاد حلول جذرية تسهم في حماية المواطنين المصريين ودعم استقرار ليبيا.