«فرصة تاريخية» تركيا أمام مفترق طرق لإعادة تشكيل القضية الكردية بعد حل حزب العمال

«فرصة تاريخية» تركيا أمام مفترق طرق لإعادة تشكيل القضية الكردية بعد حل حزب العمال
«فرصة تاريخية» تركيا أمام مفترق طرق لإعادة تشكيل القضية الكردية بعد حل حزب العمال

يمثل قرار حزب العمال الكردستاني (PKK) بحل هيكله التنظيمي والتخلي عن العمل المسلح تحولًا جذريًا في تاريخ الصراع الكردي-التركي، ويبرز هذا القرار تطورًا في وعي الحزب تجاه الواقع الإقليمي والدولي المعقد، فالمتغيرات الحالية على الساحة السياسية والأمنية تؤكد أن الاستمرار في النهج المسلح لم يعد خيارًا مجديًا، مما يتيح فرصة جديدة لإعادة تصحيح العلاقة بين الدولة التركية والأكراد.

حل حزب العمال الكردستاني وتأثيراته على الأمن الإقليمي

أكد أحمد فهمي، الباحث في الشؤون التركية، أن حل حزب العمال الكردستاني لهيكله التنظيمي يمثل تحولًا مؤثرًا في المشهد الأمني والسياسي، حيث يمثل فرصة لتركيا لإعادة صياغة استراتيجياتها تجاه المسألة الكردية، ليس فقط على المستوى الداخلي بل أيضًا على صعيد الأمن الإقليمي، إذ أن الحزب كان عامل توتر دائم في المناطق الكردية داخل العراق وسوريا، والتي لطالما واجهت تحديات الاستقرار بسبب الوجود المسلح للحزب وفروعه، ويتيح هذا التحول المجال لتعاون إقليمي أوسع وأكثر انفتاحًا بين تركيا وجيرانها.

من المتوقع أن تشهد المناطق الكردية المتأثرة بالصراع، شمال العراق وشمال شرق سوريا، استقرارًا نسبيًا مع انسحاب الأجواء المتوترة، حيث أن التخلي عن العمل المسلح يفتح المجال أمام ترتيبات جديدة تشمل التعاون الأمني وتبادل المعلومات، مما يعزز فرص الاستقرار السياسي في هذه المناطق، وهذا يعطي تركيا فرصة لتعزيز علاقاتها مع الأطراف الإقليمية عبر حلول بناءة للمسائل العالقة.

الباحث أحمد فهمي: دمج عناصر الحزب في السياسة السلمية

على الرغم من أهمية القرار، تبقى التحديات قائمة وتتطلب التعامل معها بحذر واستراتيجيات متوازنة، يشير احمد فهمي إلى أن من أبرز هذه التحديات هو كيفية ضمان تحول عناصر الحزب السابقة نحو العمل السياسي السلمي، يجب وضع آليات فعالة تمنعهم من التحول إلى خلايا نشطة خارج الأراضي التركية؛ خصوصًا في سوريا والعراق، حيث يُحتمل استغلال الفراغ الأمني لصالح أطراف أخرى.

كذلك يتطلب هذا التطور خطابًا موضوعيًا من الطرفين، مع ضرورة أن تدرك الدولة التركية أهمية هذا الحدث كفرصة تاريخية، وليس مجرد مناورة سياسية من قبل الحزب، فتعزيز لغة الانفتاح والتعاون من كلا الطرفين كفيل بإعادة جسور الثقة وإطلاق مسار جديد للحل السياسي السلمي.

حل حزب العمال الكردستاني: فرصة لتعزيز الاستقرار في تركيا

نجاح هذه المرحلة يتطلب إرادة سياسية جادة من الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني معًا، خاصة مع التجارب السابقة التي لم تحقق النجاح المطلوب، يفتح إنهاء القتال وتحول الحزب إلى المسار السلمي آفاقًا جديدة لإنهاء هذا النزاع المعقد الذي ظل يؤثر على استقرار تركيا لعقود، كما أن هذا التحول يخلق مناخًا إيجابيًا يساعد في إعادة بناء الثقة بين الدولة التركية والأكراد.

إذا تمكن الطرفان من استثمار هذه الفرصة عبر مفاوضات تركز على حل شامل، فقد يشهد المستقبل السياسي في تركيا تغييرات جذرية، مما يوفر استقرارًا داخليًا ومناخًا تنمويًا يخدم الجميع، وهو ما تحتاجه الدولة خصوصًا في ظل الأزمات الإقليمية الراهنة التي تتطلب مزيدًا من التنسيق والتفاهم بين كافة الأطراف.