«فرق كبير» علاج المستشفيات الخاصة تعرف على تباين الأسعار وقصة مريض مستغل بالرياض

تباين أسعار العلاج في المستشفيات الخاصة يشكل عبئًا كبيرًا على المرضى، خاصة في حالات الطوارئ التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة. إحدى الحالات في الرياض توضح ذلك جيدًا، حيث اضطر مريض متقاعد بدون تأمين صحي إلى التوجه لمستشفى خاص شهير بعد تعرضه لحالة تستوجب التنويم العاجل، فكانت المفاجأة كبيرة بالفارق الشاسع في التكاليف المطلوبة للتنويم الطبي بين مستشفيين خاصين بنفس المستوى.

تباين أسعار العلاج بين المستشفيات الخاصة وتأثيره على المرضى

تفاصيل الحالة التي حدثت في أحد مستشفيات الرياض توضح التباين الكبير بأسعار العلاج في المستشفيات الخاصة؛ إذ بعد إجراء الأشعة والفحوصات التي كلفت المريض آلاف الريالات، قررت الطبيبة التنويم في العناية المركزة ولكنه طُلب منهم سلفة مالية قدرها خمسين ألف ريال على الحساب، مع وعد بإجراء مقابل حسابي دقيق بعد التعافي. هذا الإجراء أثار تساؤلات عدة حول مدى شفافية المستشفى وشرعية طلب مبالغ متقدمة على هذه الصورة. كما أُثير جدل حول ما إذا كانت وزارة الصحة على اطلاع أو موافقة على مثل هذه السياسات التي تبدو ظالمة بالفعل للمريض المتأزم، وتفتح بابًا للاستغلال المالي تحت ذريعة الحالة الطارئة.

الفارق الكبير في التكاليف بين مستشفيين خاصين ومستوى الرعاية الطبية

رفض المريض دفع المبلغ الضخم، ربما بسبب عدم قدرته المالية، مما دفعه للذهاب إلى مستشفى خاص آخر بنفس المستوى، حيث وجد الفارق كبيرًا؛ فلطلب التنويم لمحتاجين للمتابعة بروتوكول أقل، اقتُصرت التكلفة على خمسة آلاف ريال فقط مقابل يومين تنويم، مقابل الخمسين ألفًا في المستشفى الأول. هذا التباين في الأسعار الكبيرة يعكس غياب الرقيب الفعّال، ويدعو للتساؤل عن المعايير التي تعتمدها المستشفيات في تحديد رسوم العلاج. كما يشير إلى احتمال وجود دوافع مالية أطغت على الهدف الأساسي، وهو علاج المريض، إذ قد يتم استغلال المرضى من قبل بعض المستشفيات من خلال فرض تحاليل إضافية أو عمليات غير ضرورية تزيد العبء المالي عليهم، حتى في حالات وجود تأمين صحي.

ضرورة ضمان توحيد وتقييم أسعار الخدمات الطبية في المستشفيات الخاصة

يبدو من الضروري ألا تترك أسعار الخدمات الطبية في المستشفيات الخاصة مبتورة أمام قرارات فردية وإدارات غير منظمة، ما يترك الباب مفتوحًا للاستغلال المالي في الحالات الطارئة. لا يوجد ما يمنع أن تكون أسعار الأشعة المقطعية، التحاليل الطبية، وخدمات التنويم متقاربة بين مختلف المستشفيات الخاصة، فالمريض الذي يحتاج العلاج في الحالة الطارئة لا يمتلك فرصة للمقارنة، ويُضطر للموافقة على أي طلبات قد تحمل إجحافًا واستغلالًا لوضعه النفسي والإنساني. تنظيم هذه الأسعار وتوحيدها سيكون دعمًا مباشرًا لحماية المرضى وحقوقهم، ولضمان أن الهدف الأساسي يبقى سلامة الإنسان وليس الربح المفرط.