فليك يواجه اختبارات حاسمة مع بداية قيادته الدفاعية في برشلونة – هل يستعيد السيطرة؟

تابعت مباراة برشلونة أمام إف سي سيول الودية التي شهدت أداءً هجوميًا مثيرًا، حيث حسم الفريق الكتالوني اللقاء بنتيجة 7-3، لكن التفاصيل الدفاعية طرحت الكثير من التساؤلات التي تهم هانز فليك. المدرب الألماني لم يرضَ بتلقي فريقه ثلاثة أهداف أمام فريق ينتمي للدوري الكوري الجنوبي، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يعاني فيها برشلونة مع الخطوط الخلفية خلال فترة قيادة فليك.

تحديات الجانب الدفاعي في برشلونة تحت قيادة هانز فليك

تسلط مواجهة سيول الضوء على نقاط ضعف واضحة في التنظيم الدفاعي لبرشلونة تحت إشراف هانز فليك، رغم النجاحات التي حققها الموسم الماضي في الليغا والكأس والسوبر. الفريق يتلقى أهدافًا متكررة بسبب ضعف الضغط على لاعبي الوسط وصانعي اللعب في الفرق المنافسة، وهو ما ظهر جليًا في الهدفين الذين استقبلهما من تسللات خط الوسط، إلى جانب هدف ثالث نتيجة خطأ في التمرير. لم تكن هذه المرة الأولى التي يكشف فيها الدفاع عن هشاشته، إذ كان مؤتمر فليك السابق بعد الكلاسيكو الأخير مع ريال مدريد شاهدًا على القلق من استقبال ثلاثة أهداف رغم الفوز، وكانت الخسارة المريرة أمام إنتر بتلقي سبعة أهداف في نصف نهائي دوري الأبطال ما يعزز الحاجة لتدارك هذا الجانب بشكل عاجل.

ضغوط الدفاع المتقدم وأهمية التنفيذ في خطط فليك مع برشلونة

يعرف هانز فليك أن أسلوب اللعب بدفاع متقدم يعتمد بشكل أساسي على ضغط عالٍ وفعال على حامل الكرة في الوسط، وذلك لمنع الخصم من بناء هجمات منظمة بسرعة. إلا أن المباراة الأخيرة كشفت عن تقصير واضح في هذا الجانب، مما أدى إلى ثلاث أهداف يمكن تفسيرها بسهولة بسبب تراجع مستوى الضغط. هذا الأمر يتطلب تحسينات تكتيكية واضحة مع التركيز على تصحيح الأخطاء الفردية مثل التمريرات غير المضمونة، وهو ما سينعكس حتمًا على فرص برشلونة في المنافسات الكبرى مستقبلاً إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

دور القيادة داخل غرف ملابس برشلونة ورؤية فليك لشارة القيادة

ليس فقط الجانب الفني هو ما يشغل بال فليك، بل كذلك ملف شارة القيادة الذي يقف على كف عرس حساس في برشلونة. الصراع الذي ظهر علنًا بين تير شتيغن وإدارة النادي بشأن ملف تجديده أدى إلى بلبلة في أجواء الفريق. تصريحات دي يونغ وفيران توريس، اللذين أكدا على استمرار شتيغن كقائد بحكم عظمة شخصيته وخبرته، لم تحسم الأمر بشكل نهائي، خاصة أن الاختيار الرسمي يتم عبر تصويت سري وعلاقات داخلية متنوعة قد تغير النظرة على الأرض. فليك يفضل وجود قائد يحمل نفوذا إيجابيًا في غرفة الملابس، ويبدو أن شارة القيادة الغائبة عن غافي في المباراة الأخيرة منحت لمحة عن اتجاه فليك المحتمل، خصوصًا مع إمكانية تدخله شخصيًا لتثبيت القائد، كما كان الحال مع بيب غوارديولا في نادي مانشستر سيتي.

يبقى التحدي الأكبر أمام هانز فليك هو إيجاد توازن بين أسلوب اللعب الهجومي والدفاع المتقدم، مع إصلاح الأخطاء التي توالت في الجانب الدفاعي، وهو ما يتحقق فقط بضم قائد قادر على قيادة الفريق داخل وخارج أرض الملعب، ويتحلى بحسن التواصل وروح الفريق، كما أظهر غافي بشارة القيادة في اللقاء الأخير، الأمر الذي قد يفتح الباب لتغييرات قريبة على صعيد القيادة وعودة الانضباط الدفاعي، مما يدعم طموحات برشلونة في المواسم القادمة.