فيديو: لحظة ابتلاع نادر لنجم عابر بواسطة ثقب أسود.. هل شاهدت الحدث الكوني؟

يُعد رصد وميض ضوئي مفاجئ ناتج عن استيقاظ ثقب أسود متوسط الكتلة حدثًا نادرًا أثار اهتمام علماء الفلك، خاصةً في مجرة تبعد حوالي 450 مليون سنة ضوئية، حيث التُقط هذا الضوء إثر ابتلاع الثقب الأسود لنجم اقترب منه. هذا النوع من الثقوب السوداء متوسطة الكتلة التي تملأ الفجوة بين الثقوب النجمية وفائقة الكتلة ما زال يشكل لغزًا كبيرًا في علوم الفضاء.

ما يميز الثقوب السوداء متوسطة الكتلة وأسباب ندرتها

تنقسم الثقوب السوداء حسب كتلتها عادة إلى نوعين رئيسيين: الثقوب النجمية التي تتكون من بقايا نجم ضخم انهار وانفجر كسوبرنوفا، وتزن حتى مئة ضعف كتلة الشمس، والثقوب فائقة الكتلة التي تتواجد في مراكز المجرات وتزن ملايين أو مليارات أضعاف الشمس. أما الثقوب السوداء متوسطة الكتلة فتُصنف ضمن نطاق بين هذين النوعين، حيث يظل وجودها نادرًا وصعب الرصد؛ إذ تزن بين ألف إلى عشرة آلاف ضعف كتلة الشمس، فلا هي صغيرة كالثقوب النجمية ولا ضخمة كالثقوب العملاقة. هذا الندرة سببت صعوبة في فهم طبيعة تطورها ودورها في تكوين الثقوب العملاقة.

دور الثقوب السوداء متوسطة الكتلة في نمو الثقوب العملاقة

بالرغم من وجود فرضيات عديدة حول كيفية تشكل الثقوب السوداء فائقة الكتلة، تبقى الثقوب المتوسطة مهمة لفهم هذا اللغز، حيث يُطرح أن هذه الثقوب قد تكون جسرًا في عملية نمو الثقوب الصغيرة إلى ضخمة. توقع العلماء أن الكون يجب أن يحتوي على كم هائل من الثقوب السوداء في المرحلة المتوسطة التي تراوح كتلتها من مئة إلى ألف مليون كتلة شمسية، لكن هذا لم يؤكد بعد عبر الرصد. يشير هذا الرصد الجديد إلى إمكانية وجود ثقب متوسط الكتلة تفاعل مع جزء من مادة نجمية مما أدى إلى اللمعان الضوئي الملحوظ، ما يعزز صحتها كمرحلة وسطية في نمو الثقب الأسود.

الظروف المحتملة لاستيقاظ الثقوب السوداء متوسطة الكتلة وابتلاعها للنجوم

أكد فريق بحوث من جامعة تسينغ هوا الوطنية في تايوان بقيادة عالم الفلك يي-تشي تشانغ أن أفضل تفسير لتغيرات الضوء المرصودة هو انفجار نشاط ثقب أسود متوسط الكتلة يتراوح وزنه بين ألف وعشرة آلاف ضعف كتلة الشمس، مستيقظًا ليبتلع نجمًا أو جزءًا من مادته. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إن كان هذا الحدث عرضيًا لمرة واحدة، أو أن النجم يدور حول الثقب الأسود ويتعرض لهجمات متكررة بشكل دوري. هذه الحالات تفتح المجال للبحث والتقصي أكثر حول سلوك هذه الثقوب وتأثيرها في المجرات التي تحتضنها.